مرّت أكثر من ثلاث سنوات على الوعود التي تلقّاها تجار ومعلمو الخضار والفاكهة في باب التبانة لنقل سوق الخضار من موقعه الحالي في مدينة طرابلس إلى الأرض الجديدة المستملكة في المكان الذي خُصّص لهم في الطرف الشمالي من المدينة قرب مصب نهر أبو علي تنفيذاً لقرار صادر عن مجلس الوزراﺀ عام 2006. لكن إنشاء السوق اصطدم بأمرين أساسيين بحسب ما يقول عضو النقابة نبيل الصمد: الأول يتصل بالخلافات السياسية في منطقة طرابلس، والصراع بين الزعامات السياسية على الهيمنة على المنطقة، مما أدّى إلى حسبان المشروع على طرف دون آخر، وهذا دفع الطرف الآخر إلى السعي إلى إيقافه... والأمر الثاني يتعلق بعملية تمويل المشروع التي تتطلب 12 مليون دولار، إلّا أن المؤمّن منها حتى اليوم يكفي للبدء، لكنه لا يكفي لإنهاء المشروع.
والمعروف أن المستندات المطلوبة لبدء عمليات التشييد والانتقال منجزة منذ فترة، ولكن هناك عوائق تحول دون بدء هذه العملية، ولذلك تسعى النقابة لدى المراجع الرسمية إلى بت هذا الأمر، إذ طلب رئيس النقابة منيب محمد المعرباني بعد زيارة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس، «الإسراع في بدء بناء السوق الجديد والمستملكة أرضه من الدولة، التي مضى على استملاكها ووضع اليد عليها أكثر من ثلاث سنوات»، مشيراً إلى أن كلفة البناء وثمن الأرض تأمّنت منهما 6 ملايين دولار.
وكانت النقابة قد حذّرت في تموز 2008 من اللجوء إلى السلبية في حال عدم نقل سوق الخضار إلى المكان الجديد، إذ إن الأسواق أقيمت في غالبية المدن اللبنانية تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء باستثناء طرابلس، علماً بأن النقابة تعتبر هذه السوق مرفقاً أساسياً للمدينة، فهو الأهم في طرابلس التي تقع وسط منطقة زراعية تمتد من عكار والمنية والضنية وزغرتا وبشري والبترون.
(الأخبار)