strong>شهيدان لـ«فتح» في القطاع... والحركة الإسلاميّة تؤكد مطالبها لإطلاق شاليط أيام قليلة على فشل المفاوضات بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، ها هي قوات الاحتلال تلجأ إلى إجراءات انتقامية من الحركة الإسلامية من خلال إقدامها على اعتقال قادتها في الضفة الغربية، في خطوة ردّت عليها «حماس» بالتهديد بتغيير معاملة الجندي الأسير جلعاد شاليط

غزة ــ قيس صفدي
أعلنت مصادر محلية في الضفة الغربية، أمس، أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر الخميس (أمس) منازل نحو 12 من قادة حركة حماس، بينهم نواب، في مقدمهم نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة، ناصر الدين الشاعر».
وقالت «حماس» إنه في منطقة رام الله، اعتقل جيش الاحتلال النائب عبد القادر فقهاء والمسؤول السياسي فرحات الأسعد ورئيس بلدية مدينة البيرة المجاورة جمال الطويل. كذلك اعتقل نائب آخر هو أيمن ضراغمة في منطقة جنين شمالاً. وفي شمال الضفة الغربية، اعتقل الجيش ناصر الدين الشاعر، فضلاً عن ثلاثة مسؤولين كبار من الحركة، هم: رأفت نصيف، عدنان عصفور وعصام الأشقر. كذلك اعتقل ثلاثة نواب آخرين، هم: خالد طفش، عزام سلهب ونزار رمضان في بيت لحم والخليل (جنوب).
هذه الخطوة تذكّر بما أقدمت عليه القوات الإسرائيلية عقب أسر «حماس» الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط. عندها شنت أيضاً حملة اعتقالات واسعة طاولت عشرات النواب، بينهم رئيس المجلس التشريعي، عزيز دويك.
ورداً على هذا التحرك، رأت الحركة الإسلامية أن «عملية اختطاف عدد من قادتها ونوابها في الضفة الغربية لن تفلح في ابتزازها لتقديم تنازلات، سواء في ملف تبادل الأسرى أو غيره من الملفات المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني». وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل، إن «كل هذه الإجراءات القمعية محاولات مكشوفة للضغط على حماس ودفعها لتقديم تنازلات وإنجاز صفقة تبادل الأسرى من دون ثمن»، رافضاً «إجراءات الابتزاز الإسرائيلية».
وتابع البردويل أن «كل ممارسات الاحتلال القمعية ستبوء بالفشل كسابقاتها، لأنه ليس من عادة حماس أن تتراجع عن مواقفها في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته»، معتبراً أن حملة الاعتقالات «تعكس حال التخبط الصهيوني، وهي بمثابة إعلان صريح بفشل حملة الاحتلال على قطاع غزة التي أراد من خلالها تركيع حماس وشطبها عن الخريطة». وأكد أن «الاحتلال فشل في تركيع حماس بالقوة».
وأضاف البردويل أن الاحتلال «يحاول الآن أن يعيد الكرة بالبطش والعقاب الجماعي واختطاف النواب والقادة وحرمان المعتقلين من حقوقهم المتعارف عليها، وابتزاز حركة حماس بطريقة غير أخلاقيةوفي السياق، حمّل أمين سر الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، مشير المصري، الاحتلال «تبعات التصعيد الخطير وعمليات الاعتقال»، مشدداً على ضرورة أن يتحمل الوسيط المصري مسؤولياته في «كشف الحقيقة وتحديد الطرف الذي أفشل الصفقة». وقال، في مؤتمر صحافي، إن «قضية الأسرى أكبر من المساومة، والتجربة عززت أن اختطاف النواب والتنكيل بهم ومحاولات الضغط على حماس، لن تدفعها إلى أي تراجع في مواقفها، بل تدفعها إلى التمسك بشروطها في صفقة التبادل».
وأعلن المصري أن «شاليط لن يرى النور ما لم يره أسرانا البواسل»، لافتاً إلى أن «ما قدمته الحركة من شروط تمثّل الحد الأدنى لتطلعات الشعب الفلسطيني، وهي لا تتعدى عُشر الأسرى في المعتقلات الصهيونية». وقال إن «حياة جندي صهيوني ليست بأغلى من حياة أسير واحد من أسرانا»، مضيفاً أن «العدو الصهيوني يدرك أن ما يمارسه من وسائل رخيصة ودنيئة للضغط على حماس هي مغامرة ومجازفة بقضية شاليط».
ورأى المصري أن حملة «خطف القادة والنواب في الضفة دليل إفلاس العدو في الوصول إلى جنديه الأسير، وسقوط كل الرهانات لديه بانتهاجه هذه الأساليب الرخيصة والخسيسة».
ميدانياً، استشهد مقاومان من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح» بقذيفة مدفعية أطلقتها مدفعية قوات الاحتلال الإسرائيلي المرابطة على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48، شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
وقالت مصادر محلية في المنطقة إن انفجاراً عنيفاً هز أرجاء المكان جراء القذيفة التي أطلقتها المدفعية الإسرائيلية واستهدفت المقاومين، ما أدى إلى استشهادهما على الفور. وأوضحت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى في المدينة أن الشهيدين، هما: درويش نصار (21 عاماً) ونعيم العروقي (19 عاماً) من سكان مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع.
وقال المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى، «أبو قصي»، إن «الشهيدين كانا في مهمة جهادية عندما استهدفتهما المدفعية الإسرائيلية».
إلى ذلك، دخلت قطاع غزة «القافلة من أجل السلام»، التي يرعاها الكاتب اليهودي الفرنسي ماريك هالتر، ويشارك فيها حاخامات وأئمة وكهنة، لتوزيع هدايا على الأطفال.