يوماً بعد يوم تزداد التصريحات عن «المصالحة العراقية». ويُرَجَّح ألا تكون زيارة عمرو موسى بعيدة عن هذه الأجواء، وخصوصاً أنه نقل ما يشبه ترحيب السيد علي السيستاني بمصالحة «لا تستثني أحداً»
بغداد ـ الأخبار
ختم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، زيارته العراقية التي دامت ثلاثة أيام، أمس، بلقاء مع السيد علي السيستاني في النجف، نقل خلاله تأكيده أنّ المرجع الديني «يؤيّد بناء العراق من دون استثناء أحد».
وقال موسى، في مؤتمر صحافي، إنّ «فكر السيد السيستاني كما فهمته هو أن الوقت حان لأن تنظّم الصفوف جميعاً لإعادة بناء العراق من دون استثناء أحد»، في إشارة وضعها المراقبون في خانة الحديث عن ضم المصالحة الوطنية للبعثيين السابقين.
وكان موسى قد شدّد عقب لقائه كبار المسؤولين العراقيين في بغداد يوم الثلاثاء الماضي، على ضرورة «توسيع المصالحة الوطنية لأنها وحدها يمكن أن تكون الأساس المتين للتقدم»، وذلك في كلام مشابه لما يكرّره رئيس الحكومة نوري المالكي منذ فترة، عن استعداده لضمّ البعثيين السابقين إلى قطار «المصالحة الوطنية وفق ما ينص عليه الدستور».
وفيما اعترف موسى بأن «هناك توتراً بين العرب وإيران»، عاد ليعرب عن ثقته بإمكان حل المشاكل عن طريق «مناقشة الاختلافات بصراحة بين الطرفين فنحن أمّة واحدة وإيران إخوة لنا».
وعن العلاقة الملتبسة مع طهران، أضاف موسى «لكن الاختلافات قائمة والمطلوب أن نصفّي هذه الاختلافات ونحلّها عبر إشعار الجميع بأن حقوقه مصانة لأنّ العلاقة بين الإخوة يجب أن تكون على أساس المصالح المتبادلة والاحترام وهناك مساحة في هذا الموقف بين العرب والايرانيين».
وبالنسبة إلى تدخلات دول الجوار في الشأن العراقي، أشار موسى إلى أنّ «هذه التدخلات والاستقطابات تتعارض مع المصلحة العراقية لأن الاستقرار يتحقق بأمرين هما وقف الاستقطاب المذهبي، وانسحاب القوات الاميركية، وهذان أمران متلازمان». وختم حديثه بالقول «أرى أن هذا الأمر أصبح واضحاً لكل العراقيين».
وفي المؤتمر الصحافي نفسه، رأى موسى أنّ «استمرار التفكك والوضع المنهار عربياً وإسلامياً ليس في مصلحة أحد، ولا يستفيد منه إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية».
واتفق موسى مع ما يراه السيستاني بأنّ «الانقسامات الطائفية والمذهبية ليس لها أيّ مبرر»، ناقلاً دعوة المرجع للجميع إلى أن «يتكاتفوا ليعاد بناء العراق والإسلام، وتحقيق سلام أوفر واستقرار ورخاء للعالمين العربي والإسلامي».
وكان موسى قد التقى وفداً من التيار الصدري، طالبه بإدخال ملف المعتقلين الصدريين والعائلات المهجرة ضمن موضوع المصالحة الوطنية الذي قد تؤدّي الجامعة العربية دوراً فيه.
وقال المتحدث باسم مكتب الصدر المركزي في محافظة النجف، الشيخ صلاح العبيدي، إنّ «وفداً من التيار التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية في بغداد، وبحث معه موضوع المصالحة الوطنية، وتم التأكيد على ضرورة تفعيلها». وبحسب العبيدي، فإنّ الوفد ضمّ النائبين نصير العيساوي وفلاح شنشل، وعدداً من مسؤولي الهيئة السياسية لمكتب الصدر.