سعت القيادة السوريّة، ممثلة بالمستشارة السياسية والإعلامية لدى الرئاسة بثينة شعبان، إلى تظهير التفاؤل من القمة الرباعية في الرياض أول من أمس، التي «أسّست للمتابعة المقبلة»، ومبشرة بتحسن قريب في العلاقات العربية ـ الإيرانية
دمشق ــ سعاد مكرم
وصفت المستشارة السياسية والإعلامية لدى الرئاسة السورية، بثينة شعبان، أمس سلوك الملك السعودي عبد الله، خلال القمة الرباعية التي استضافها أول من أمس، بأنه «كان أكثر من رائع في علاقته مع الرئيس بشار الأسد»، منوّهة بأنّ مواقف القادة الآخرين كانت «جيدة وهادفة وبنّاءة»، ومختصرة أهمية اللقاء بأنه «أسّس للمتابعة المقبلة».
ونفت شعبان، في جلسة مع مجموعة من الصحافيين في دمشق أمس، أن يكون هناك «أي استبعاد لقطر»، مبررة عدم دعوة أميرها حمد بن خليفة آل ثاني للاجتماع الرباعي الذي جمع زعماء السعودية ومصر وسوريا والكويت، بالقول «اقتصر اللقاء على القادة الأربعة، وهذا ليس نهاية الطريق وليست آخر قمة وليس آخر اجتماع».
وعن التسريبات التي أشارت إلى أنّ عبد الله والرئيس حسني مبارك سعيا إلى إقناع الأسد بفكّ تحالفه مع طهران، اكتفت المستشارة الرئاسية السورية بالكشف عن أنّ «موضوع العلاقات الإقليمية قد طُرح، وسوريا أكدت أهمية العلاقات العربية مع تركيا وإيران كدولتين إقليميتين مؤيّدتين للحق العربي وضرورة اتباع مرجعية عربية واضحة في علاقاتنا مع الدول الإقليمية وغير الإقليمية».
ورداً على سؤال بشأن العلاقات السورية ـــــ الإيرانية، والملف النووي الإيراني، والموقف العربي منها، قالت شعبان إن «العلاقات العربية ـــــ الإيرانية جيدة بدليل أن الرئيس الإيراني سيحضر قمة عدم الانحياز في شرم الشيخ وسبق أن حضر قمة مجلس التعاون الخليجي». وبشّرت بأن «المستقبل القريب سيشهد تغيراً حقيقياً إيجابياً في العلاقات العربية ـــــ الإيرانية». وبالنسبة للنتائج الملموسة المحتمل أن تظهر حتى موعد القمة العربية في الدوحة أواخرالشهر الجاري، جزمت شعبان بأنّ الزعماء الأربعة وضعوا بالفعل «آليات لذلك»، من دون الخوض في تفاصيلها. أما عن مستقبل العلاقات السورية ـــــ المصرية، فشددت على أن القمة كانت «هامة في إطار هذه العلاقات وستكون هناك متابعات جدية اتفق عليها بين بلداننا».
وفي إجابتها عمّا إذا كانت هناك ملفات أو خلافات رُحلت إلى قمة الدوحة، أوضحت المستشارة السورية أنّ الاتفاق تمّ على مبدأ أن أي خلافات «يمكن أن تناقش وتدار»، بما أنّ «القمة لم تحل كل شيء».
وبحسب شعبان، فإن مباحثات الرياض ميزت «بين القضايا الجوهرية والتي من غير المقبول الاختلاف حولها أو الاجتهاد في تقييم عناصر الحق فيها، وبين الاختلاف حول قضايا قد تكون مهمة ولكنها ليست مصيرية ولا تمس بجوهر حقوقنا». وخلصت إلى أنّه جرى التأكيد على مرجعية الحقوق العربية المغتصبة من إسرائيل، كما تم التأكيد على حق مقاومة الاحتلال ودعمها «من منطلق أنّ إسرائيل هي العدو والتصرف تجاهها على هذا الأساس».
أما في ما يتعلق بالمبادرة العربية للسلام، وإصرار الملك عبد الله على إعطائها «فرصة أخيرة»، فقد أوحت شعبان بأن الزعماء الأربعة اتفقوا على أنّ «المبادرة موجودة ولكن بشرط أن تلتزم بها إسرائيل».
وعن احتمال قيام الأسد بزيارات عربية تخدم حسن التحضير لقمة الدوحة، نفت شعبان وجود خطط لزيارات كهذه، كاشفة عن دعوة تلقاها بالفعل لزيارة الأردن لم يُحدد موعدها بعد.
وتطرقت شعبان إلى العلاقات السورية ـــــ الأميركية، والزيارة الأخيرة للقائم بأعمال وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى دمشق، نافية أن تكون قيادتها قد طلبت شيئاً من الولايات المتحدة، بما أنّ «ما نريده من واشنطن هو الحوار».