h1>بكين تدعم حق دمشق باستعادة أراضيها... والمعلّم ينتظر موقف حكومة نتنياهووضع الرئيس السوري، بشار الأسد، «استعادة الجولان» مقدمة لأي محادثات سلام مع الجانب الإسرائيلي، الذي رفض بدوره التفاوض مع سوريا إذا أصرت على شروطها المسبقة، في الوقت الذي دعم فيه وزير الخارجية الصيني دمشق في استعادة الأراضيها
حدّد الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة لصحيفة «دي برس» النمسوية، شروط السلام مع إسرائيل، وفي مقدمها استرجاع مرتفعات الجولان. وقال إنه «لا يرى احتمال عقد محادثات سلام قريبة مع الإسرائيليين»، مشدداً على أن «ما يهم في نهاية المطاف، هو أن هناك أرضاً محتلة يجب إعادتها إلى سوريا، وبعد ذلك يمكن الحديث عن السلام».
وتابع الأسد، الذي بدأ أمس زيارة رسمية إلى النمسا تستمر ثلاثة أيام، «لا نعتمد على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى حل سلمي. فالحكومات في إسرائيل تروح وتأتي، فيما السلام هدف ثابت واحد، يجب العمل لأجله باستمرار، حتى عندما يغيب الشريك». هذه الإيجابية نحو السلام لم تبدّد تشاؤمه حيال إمكان تطبيقه على الأرض، إذ أوضح: «لست متفائلاً جداً بشأن هذه الحكومة»، واصفاً إياها بأنها «متطرفة يمينية لا تدعم السلام».
وكان الأسد قد بحث مع وزير الخارجية الصيني، يانغ جيه تشي، خلال زيارته إلى سوريا، آفاق التعاون بين البلدين في كل المجالات، إضافة إلى عملية السلام في المنطقة. وقال الأخير عقب اللقاء إن «هذه الزيارة ستشكل انطلاقة مناسبة لتوسيع التعاون بين البلدين»، مؤكداً دعم بلاده للقضية «العادلة لسوريا وسيادتها الوطنية واستعادة الجولان وفق القرارات الدولية».
وكان تشي قد زار مدينة القنيطرة في الجولان السوري، الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، أول من أمس، وأبدى حزنه العميق لما شاهده من دمار وخراب متعمّدين من جانب القوات الإسرائيلية، استهدفا كل معالم المدينة ومشافيها ودور العبادة، معرباً عن أمله في أن «يتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة وتعود الحقوق إلى أصحابها». وأشار إلى أن بلاده «تدعم حق سوريا في استعادة كامل حقوقها المغتصبة وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية»، لافتاً إلى «أهمية زيارته لمدينة القنيطرة لمعاينة الحقيقة عن قرب، ومنوّهاً بالعلاقات التي تربط الصين بسوريا». وأمل الوزير الصيني أن «تحل قضية الشرق الأوسط في ضوء قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام».
وخلال لقائه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قال تشي إن «الصين ستواصل مساعيها من أجل تحقيق سلام عادل وشامل على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق». ودعا إلى «استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل على كل المسارات، الفلسطيني والسوري واللبناني».
من جهته، كرر المعلم التأكيد أن «السلام ينبغي أن يكون على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية». وقال «هم (الإسرائيليون) يعرفون تماماً ما هي متطلبات السلام، لذلك إذا كانت لديهم إرادة لصنع السلام فهذه الإرادة يجب أن تنسجم مع مرجعيات عملية السلام، قرارات مجلس الأمن، مبدأ الأرض مقابل السلام، ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية».
ورفض المعلم التعليق على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قائلاً «لا أعلق على كلام شخص في إسرائيل. أعلق على موقف وعدت حكومة إسرائيل (برئاسة بنيامين نتنياهو) أن تطلقه تجاه عملية السلام».
من جهة ثانية، أطلعت المفوضة العامة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كارين كونينغ أبو زيد، الأسد على آخر التطورات في عمل الوكالة والصعوبات التي تواجهها.
وشرحت أبو زيد للأسد الصعوبات التي تواجهها الوكالة في إدخال المساعدات ومواد الإغاثة إلى الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
ونقل بيان رئاسي سوري أن «أبو زيد أعربت عن تقدير الوكالة لدعم الرئيس الأسد المتواصل وتضامن الشعب السوري، وخصوصاً خلال الحرب على غزة».
وشكر الأسد «أبو زيد خاصة، والأونروا عامة على الجهود التي تبذلها لإيصال مساعدات الإغاثة ومعونات الإعاشة إلى الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الخارج على الرغم من الصعوبات والعوائق التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنع ذلك».
إلى ذلك، بحث المعلم ونائب وزير خارجية اليونان، ثيودوروس كاسيمس، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في كل المجالات، وخصوصاً في المجال الاقتصادي. وتطرقا إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في الأراضي الفلسطينية والنتائج المأسوية «للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، واستمرار إسرائيل في سياسة الحصار والاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)