دخلت القاهرة أمس على خط وساطة السلام في إقليم دارفور، لتنافس بذلك الدوحة، التي كانت قد شهدت قبل شهرين توقيع اتفاق حسن نيات بين الخرطوم و«حركة العدل والمساواة» الدارفوريّة. وساطة من المرتقب أن تزيد حال التوتّر بين مصر وقطر.وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني، علي أحمد كرتي، أمس، إن مصر تسعى إلى ترتيب جولة مفاوضات بين حكومته ومتمردي إقليم دارفور. وقال، في تصريح قبيل مغادرته القاهرة إلى الخرطوم، إن مصر «ستبدأ خلال الأيام المقبلة تحركات موسعة مع الحركات المسلحة بإقليم دارفور لدفعها إلى المشاركة في مفاوضات السلام لإحلال الأمن والاستقرار في الإقليم».
وأضاف الوزير السوداني أنه بحث التحرك المصري مع مدير الاستخبارات عمر سليمان خلال زيارته للقاهرة التي استمرت يومين. وأشار إلى أنه بحث مع سليمان «مشاركة تشاد في المفاوضات ودفعها إلى الانضمام لجهود السلام، وذلك في إطار الدور المصري المؤيد والداعم للسودان على كل الصعد».
وكان كرتي قد التقى أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أبلغه أنه بصدد تعيين منسق للشؤون الإنسانية العربية في دارفور لمتابعة الالتزامات الإنسانية العربية نحو الإقليم وسد أي نقص من المنظمات الدولية.
في هذا الوقت، أعلنت حركة «العدل والمساواة»، حركة التمرد الرئيسية في إقليم دارفور، أن 22 زعيماً سياسياً وعسكرياً من فصيل منافس انضموا إلى صفوفها أمس الجمعة.
وقال سليمان صندل، وهو قائد عسكري في «حركة العدل والمساواة»، إن أعضاء من فصيل الوحدة التابع لجيش تحرير السودان، انضموا إلى حركته وأحضروا معهم مقاتلين ومؤيدين وعتاداً، وأضاف لـ«رويترز» «أنهم خمسة زعماء سياسيين و17 قائداً عسكرياً».
وتابع صندل: «انضموا إلى حركة العدل والمساواة لأنهم يريدون توحيد الكفاح في دارفور، ولأن شعب دارفور لا يمكنه تحقيق مطالبه عندما تكون هناك فصائل كثيرة متقاتلة في ما بينها». وقدر أن «90 في المئة من أفراد جيش تحرير السودان ـــــ فصيل الوحدة انضموا إلى العدل والمساواة».
وأكد حميد عبد الله عيسى، وهو أحد القادة العسكريين الذين ذكرهم صندل بالاسم، أنه انضم إلى العدل والمساواة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، انضم إلى الحركة أيضاً القائد العسكري المخضرم سليمان جاموس في محاولة لتوحيد صفوف المتمردين.
لكن الزعيم السياسي لجيش تحرير السودان ـــــ فصيل الوحدة قال إنه لا يعلم شيئاً عن خروج أعضاء آخرين من حركته في الآونة الأخيرة بخلاف جاموس. وقال أحمد كبر جبريل، من «جيش تحرير السودان ـــــ فصيل الوحدة» لـ«رويترز»: «لا أعرف تحديداً من ذهب اليوم (لحركة العدل والمساواة) لا أعرف، ربما ذهب أحد»، مضيفاً أن رئيس أركان الفصيل الذي عرفه باسم محمد إسماعيل خميس لم يترك الفصيل.
إلى ذلك، قالت جماعات حقوقية إن الخرطوم لم تفعل شيئاً لسد الفجوة الناتجة من طرد 13 جماعة إغاثة أجنبية من دارفور رغم مرور شهر على طردها تاركة 4.7 ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة. وحثت أكثر من 19 جماعة حقوقية، أغلبها أفريقية تتزعمها منظمة العفو الدولية، السودان على أن يسمح بعودة جماعات الإغاثة التي طردها.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)