كشف مصدر فلسطيني رفيع المستوى لـ«الأخبار»، النقاب عن خطة إعلامية اتفقت عليها حركة «فتح» مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سراً لمواجهة آلة الإعلام التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة، في ظل احتمالات فشل الحوار الوطني في المرحلة المقبلة.وقال المصدر إن «الفصيلين توصلا إلى اتفاق يقضي بتحويل إذاعة صوت الشعب التابعة للجبهة الشعبية في غزة إلى إذاعة تتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية رسمياً، كي تتمكن من الحديث بلسان فتح التي لا تمتلك وسائل إعلام في غزة»، بعدما فقدت جميع الإذاعات المحلية التابعة لها، وقناة «فلسطين» الرسمية، عقب سيطرة «حماس» على غزة في منتصف حزيران عام 2007.
وتابع المصدر أن عضو المجلس الثوري لـ«فتح» إبراهيم أبو النجا، ومستشار رئيس حكومة رام الله جمال زقوت، توسطا لدى الرئيس محمود عباس لدعم إذاعة «صوت الشعب» بمبلغ 25 ألف دولار، لتقوية بث الإذاعة وتأهيلها لمنافسة وسائل الإعلام الحمساوية. وأضاف أن مسؤول الإذاعة وعضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية، ذو الفقار سويرجو، وافق بعد التشاور مع قيادة الجبهة في غزة على أن تتحول الإذاعة لتصبح ناطقة باسم منظمة التحرير.
وتعهد سويرجو، بحسب المصدر، للوسطاء أن «تواصل الإذاعة عملها مع فتح في ظل الاحتلال الحمساوي لغزة».
وأوضح المصدر أن عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول فرعها في غزة، رباح مهنا، «أحضر معه جهاز تقوية بث خاص بالإذاعة عقب مشاركته في حوار القاهرة في شباط الماضي»، مضيفاً أن «ثمن الجهاز 50 ألف دولار، أسهم الرئيس عباس بمبلغ 25 ألفاً، بينما دفعت مؤسسة دعم الانتفاضة ومقرها رام الله 10 آلاف، وتكفّلت الجبهة بدفع 15 ألفاً في إطار الاتفاق».
ووفقاً للمصدر، اشترط أبو النجا أن لا تساند الإذاعة حركة الجهاد الإسلامي التي يرتبط أمينها العام رمضان عبد الله شلح بتحالف إعلامي وسياسي مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، لافتاً إلى أنه «اقترح أن تبدأ الإذاعة حملة انتقادها وتحركها ضد حماس عقب انتهاء حوار القاهرة». كذلك تعهد أن تزود هيئة العمل الوطني التي تشكلت عقب سيطرة «حماس» على غزة، وانهيار مؤسسات السلطة الموالية لـ«فتح»، الإذاعة «بالكوادر الإعلامية التي كانت تعمل في إذاعات فتح سابقاً، من دون تحميل صوت الشعب عبء رواتبهم الشهرية».
وأضاف المصدر أن «زقوت أكد أن هناك نية لدى سلطة رام الله لزيادة الدعم لصوت الشعب في المرحلة المقبلة لمنافسة إذاعتي صوت الأقصى التابعة لحماس، وصوت القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي». وطلب من القائمين على الإذاعة زيادة عدد نشرات الأخبار اليومية، والبرامج السياسية، والبرامج المفتوحة التي تناقش قضايا الجمهور.
(الأخبار)