غزة ــ قيس صفديالقاهرة ــ الأخبار
استؤنفت أمس الجولة الثالثة من الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة بين وفدي «فتح» و«حماس»، برعاية رئيس جهاز الاستخبارات المصري، عمر سليمان، لاستكمال المحادثات بشأن القضايا الخلافية العالقة، وهي: تأليف الحكومة وبرنامجها السياسي، الصيغة الانتقالية للأمن والمشاركة في منظمة التحرير، إضافة إلى قانون الانتخابات. هذا اللقاء الثنائي، الذي قد يمهّد إلى مصالحة فلسطينية شاملة، لم يتكلّل بأي حلحلة للخلافات حتى الآن.
إلا أن الجديد تمثل في ما كشفه مصدر قيادي في «حماس»، لـ«الأخبار»، عندما قال إن هناك «تنامياً أوروبياً لجهة تفهم مواقف الحركة، وخصوصاً تلك المتعلقة بشروط اللجنة الرباعية، وهي الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقات السياسية»، معلناً عن لقاءات عديدة جرت مع أطراف أوروبية فاعلة ارتأت «بقاءها سراً في الوقت الحالي».
وشدد المصدر على أن مسؤولين أوروبيين أكّدوا أن «تعاطي أوروبا أو دول أوروبية مع حكومة فلسطينية مقبلة لا تقرّ باشتراطات اللجنة الرباعية أمر غير مستبعد». وأوضح أن هذه الأطراف «تعهدت خلال اللقاءات بالعمل على توضيح موقف حماس في المحافل الأوروبية والدولية، ودعم مساعي الاتصال بالحركة».
تجدر الإشارة إلى أن حركة «فتح» تشترط في التوصل إلى اتفاق وطني في القاهرة، التزام «حماس» بقرارات منظمة التحرير، بما فيها الاعتراف بالدولة العبرية وحل الدولتين. وفي السياق، قال رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، إن «حماس تسعى إلى التعايش مع فتح، لا الاندماج معها، بسبب اختلاف البرامج السياسية». وأشار إلى أن الحركة الإسلامية قد «لا تستطيع الوصول إلى لحظة اندماج البرامج مع فتح، لأنها متباينة».
وأشار هنية إلى أن «حماس عرضت العودة إلى برنامج الحكومة الذي اتفق عليه في اتفاق مكة عام 2007 لحل الخلاف على برنامج الحكومة، الذي يقوم على احترام الاتفاقيات التي وقّعتها منظمة التحرير». إلا أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنت موقفاً مغايراً، رافضة ما تطرحه حركتا «فتح» و«حماس» في ما يتعلق «بالجملة السياسية» للحكومة، ما ينعكس سلباً على المصالحة. ورفض عضو المكتب السياسي للجبهة، ومسؤول فرعها في غزة، رباح مهنا، إصرار الرئيس محمود عباس على «التزام برنامج أي حكومة مقبلة بالاتفاقيات الموقعة، وتطبيق خطة خريطة الطريق السيئة الصيت التي دعمها التنسيق الأمني مع الاحتلال، إضافة إلى ملاحقة المقاومة والاعتقالات السياسية». كذلك أكد رفض «الشعبية» لـ«صيغة اتفاق مكة»، مشدداً على أنها «لن تشارك في حكومة يكون اتفاق مكة نواتها». وأشار إلى أن الجبهة اقترحت في حال لم يتم تأليف حكومة مؤقتة، تشكيل لجنة وطنية مهنية تتكفل بإعادة إعمار القطاع.
وكان وفد «فتح» الذي وصل إلى القاهرة أمس قد ضم مفوض التعبئة والتنظيم للحركة، أحمد قريع (رئيساً)، إضافة إلى نبيل شعث وعزام الأحمد وسعد الكرنز وسمير المشهراوي وماجد فرج (أعضاء). في المقابل، ضم وفد «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق (رئيساً)، وعماد العلمي ومحمود الزهار ومحمد نصر وخليل الحية ونزار عوض الله واسماعيل الأشقر وعزت الرشق (أعضاء).
في هذا الوقت، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل، سلام فياض، الذي كان مقرراً أن يغادر منصبه نهاية الشهر الماضي، أن «حكومته ستستمر في أداء مهامها بانتظار جلاء نتيجة الحوار الجاري بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، من منطلق الحرص على ألا يكون هناك فراغ دستوري».
ميدانياً، أعلن مصدر أمني فلسطيني أن «الجيش الإسرائيلي شنّ حملة اعتقالات في الضفة الغربية، شملت 3 ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي».