خاص بالموقع | AM 12:11معاريف ــ عوفر شيلح
خلال ارتقائه السياسي اللامع في التسعينيات، وأكثر من ذلك، في أيام ولايته التي كانت أقل بريقاً بوصفه رئيساً للحكومة، وُصف بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة، بأنه آلة متطورة ترمي إلى بلوغ السلطة، لكنها ضيعت الطريق منذ اللحظة التي بلغت فيها غايتها. يمكن المجادلة في هذا الوصف، لكن لا يمكن المساجلة بأن نتنياهو ينظر إلى دوره حقاً بمفاهيم تاريخية، ويطمح حقاً إلى أن يصوغ دولة إسرائيل بحسب تصوره العام.

وفي السنوات العشرة الأخيرة، كان لديه الكثير من الوقت ليفكر أين أخطأ، ليس حيث فقد السلطة بعد ثلاث سنوات فقط، بل بما لم يفعله في أثناء ولايته.

في مجالات معينة، نتنياهو هو السياسي الأكثر عمقاً وعقائدية بين جميع أولئك الذين يريدون قيادتنا. وبهذا، هو يختلف عن كثير من أسلافه منذ ديفيد بن غوريون، آخر رئيس حكومة كانت تصوراته وأفعاله واسعة الأفق حقاً. أكثر أولئك الذين وُصفوا في عهدهم وبعده من الزعماء، مثل إسحق رابين وأرييل شارون، كانوا تكتيكيّين لا يملكون تصوراً عاماً، بينما لدى نتنياهو رؤيا حقاً، وليس عنده شك أيضاً في أنه لم يحسن تطبيقها في الفرصة الأولى. وها هو، كما في الأفلام، يحصل على فرصة أخرى.

ماذا كنتم تفعلون؟ كل شيء. كنتم تجوبون البلاد مع قائمة معدة مسبقاً. وقد كانت لديكم عشر سنوات للاستعداد، مع أناس ممتازين تريدونهم في كل منصب.

صحيح أن هناك واقعاً سياسياً واحتياجات ائتلافية، لكن في هذا الإطار أيضاً، كان يمكن تعيين الأفضل في المناصب السياسية وفي المناصب التنفيذية. لم يحدث شيء من هذا، فتعيينات نتنياهو، بدءاً بما أُعطي لشركائه الائتلافيين إلى انتخابه في «الليكود»، كانت غامضة.

لا يعني ذلك أن نتنياهو سيفشل. فلا تزال توجد ولاية كاملة، والجهات الخارجية هي التي تقرر أصلاً صورة النجاح أو الإخفاق. لكن هذا يعيد التفكير بالمادة التي صنع منها الأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا رؤساء للحكومة. فإذا كان حتى العقائدي منهم، في فرصته الثانية والأخيرة، غير قادر على الخروج من جلده ومخاوفه لكي ينجح، وإذا كان قد دخل منصبه مخفقاً بغير زخم من يملك المعرفة والتجربة والشوق إلى إحداث تغيير، فما هو الذي يحركهم بالضبط؟ وما الذي يجعلهم يتولون كل ذلك إذا كانوا ينجحون في تضييع حتى الفرصة الثانية؟