يحيى دبوققدّم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، اللواء عاموس يدلين، تقديره الاستخباري لعام 2009ـــــ2010، أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حيث أكد أن «إيران تواصل محاولة السعي إلى امتلاك السلاح النووي، في موازاة محاولتها تجاوز العراقيل التي تواجهها». ومع ذلك، أشار إلى أنه، بحسب تقدير «أمان» إزاء السنة الجارية، فإن «معقولية الحرب متدنية في ضوء الردع الإسرائيلي القوي. لكنّ ثمة خطراً في عام 2010 لحصول تصعيد على الرغم من أن جميع الأطراف غير معنية به».
وأضاف يدلين أنه «يمكن إيران أن تتمكن من ترسيخ برنامجها النووي العسكري بحلول عام 2010، لكن الاستراتيجيا الإيرانية تقوم على أساس عدم إثارة استياء المجتمع الدولي، مع مواصلتها العمل في برنامجها النووي العسكري سراً».
وشدد يدلين على أن «الوضع سيكون بدءاً من عام 2010 حاسماً لجهة المشروع النووي الإيراني»، مشيراً إلى أنه «حتى وإن خسر (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فمن غير المتوقع حدوث تغيير في السياسة النووية لطهران، إذ إن كل المرشحين للرئاسة مقبولون من القيادة الدينية».
وأشار يدلين إلى أن «إسرائيل والدول العربية المعتدلة لديها هدف مشترك، وهو ثني إيران عن الاستمرار في برنامجها النووي». وأضاف أن «نهج إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مختلف بالكامل قياساً إلى نهج إدارة الرئيس السابق جورج بوش، إذ إن إيران والشرق الأوسط ليستا على رأس سلم أولويات الإدارة الجديدة»، مضيفاً أن «أفغانستان والعراق وباكستان تتصدر الاهتمامات الأميركية، وبعد هذه الدول يأتي دور إيران والنزاع في الشرق الأوسط».
وبالنسبة إلى موازين القوى في الشرق الأوسط، أشار يدلين إلى «تواصل عملية التعاظم العسكري لكل من سوريا وحزب الله وحماس، بدعم من إيران، وفي ظل محاولة هذه الجهات الالتفاف على تفوق الجيش الإسرائيلي بواسطة صواريخ أرض ـــــ أرض، ومنظومات الدفاع الجوي وغيرها».
وفي ما يتعلق بـ«حماس»، قال يدلين «إنها (الحركة) تدرك أنها فشلت وأخطأت في جوانب كثيرة حيال إسرائيل وفي تقديراتها السياسية، والآن هي مشغولة في عملية إعادة البناء وتنمية قدراتها واستخلاص العبر».
وقال رئيس «أمان» إن «المصريين يبذلون جهوداً أكبر مما كانوا يفعلون في الماضي لمنع التهريب» باتجاه قطاع غزة، مضيفاً أنهم «يقومون بذلك على الحدود مع السودان، وكذلك في داخل سيناء ومنطقة محور فيلادلفي». إلا أنه رأى أن هذا النشاط لا يمنع تهريب الأسلحة كلياً إلى قطاع غزة لأن «هناك عوامل إضافية، كالبدو في سيناء الذين يعتاشون من هذا الأمر، لذلك لا إغلاق محكم».