خاص بالموقع | 12:19 PMعلي حيدر
في إطار استعداداته لكل السيناريوات وأسوأها، أعد الجيش الإسرائيلي خططاً جاهزة لمواجهة احتمال انضمام فلسطينيي الداخل إلى حرب شاملة، تُقطع خلالها الطرقات أمام القوات العسكرية المتدفقة إلى الجبهة الشمالية. ولمواجهة هذا الخطر، رصد الجيش وحدات مقاتلة احتياطية، دورها الأساسي يتركز على مواجهة التهديد الداخلي، وتطويق مناطق المواجهات المتوقعة وفتح الطرق أمام حركة المرور.
وفي هذا الإطار، رسمت الجهات المعنية في إسرائيل سيناريو نشوب حرب على النحو الآتي: «حزب الله يطلق صاروخاً، إسرائيل ترد، وحزب الله يرد بصليات صاروخية، وإسرائيل تخرج إلى عملية واسعة، وعندها تشتعل الجبهة السورية والصواريخ تهدد كل البلاد. الجيش يحاول نقل قوات وتجهيزات وذخيرة، وقيادة الجبهة الداخلية ترسل مقاتلين، لكن طريق وادي عارة القريب من أم الفحم، شريان الحياة الرئيسي إلى الشمال خلال الحرب، مقطوع من سكان المدينة العربية».
هذا هو السيناريو السري المطروح في المؤسسة الأمنية، والحل المعد له هو «رصد كتائب من سلاح المشاة إلى قيادة الجبهة الداخلية خلال الحرب، بهدف منع سكان أم الفحم من قطع وادي عارة».
وبما أن الأمر لا يتعلق بأخطار نظرية، تقوم المؤسسة العسكرية بتدريبات لوحدات من سلاح المشاة على عمليات أمن جارية، على أن تُلحَق بقيادة الجبهة الداخلية فقط في حال فتح الجبهة الشمالية. ومن أجل هذه الغاية تجري الوحدات تدريبات في مناطق مأهولة.
ووفقاً للخطة العملانية، ينبغي أن تتمركز هذه الوحدات المدربة في منطقة وادي عارة، لفتح الطريق أمام الآليات العسكرية. وتتضمن الخطة كذلك مواجهة الرصد الاستخباري لهذه الطريق، ونقل معلومات إلى العدو تتعلق بترتيب القوات وانتشارها العسكري، وما يمكن أن يلحقه ذلك من أضرار بالقوات العسكرية.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية بخصوص قطع الطرقات في إسرائيل تبلورت بعد انتفاضة تشرين الأول عام 2000 في أعقاب انطلاقة انتفاضة الأقصى في الضفة والقطاع، حيث قُطعت في حينها الطرق أمام حركة المرور، ثم تزايدت هذه التقديرات في أعقاب الحرب على لبنان في تموز 2006.
وما عزز من هذه التوجهات هو تقرير الشاباك الذي نشر بعد الحرب، وأشار إلى أن مجموعات من فلسطينيي 48 جمعت معلومات عسكرية لمصلحة حزب الله. وكان من ضمن هذه المعلومات ما يتعلق بتمركز القوات في الشمال، إضافة إلى معلومات إنذارية تتصل بمهاجمة إسرائيل للبنان واستعدادات الجبهة الداخلية للحرب.