h1>عبّاس يدشّن صفحة عبريّة في «وفا» بتأكيده الشراكة «في الحلم» نفسهلا يفوّت رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، فرصة إعلامية ليكرّر لاءاته الأربع حول «السلام» مع الفلسطينيين. ورغم أنّ الرئيس محمود عباس غازل الشعب الإسرائيلي وجزم بحتمية السلام معه، فإنّ كل ذلك لم يمنع «بيبي» من الإعراب عن خيبة أمله من ردود العرب على «عرضه»
لم يجد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، سوى الإعراب عن ثقته بحتمية السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي للردّ على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي قطع الطريق على أي احتمال لسلام مبني على دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة عاصمتها القدس.
وقد عبّر نتنياهو، أمس، عن خيبة أمله بسبب ردة فعل القادة العرب والفلسطينيين على خطابه الأخير، مبدياً استعداده للقاء المسؤولين العرب الذين لم يوقّعوا سلاماً مع إسرائيل «في أي مكان أو زمان»، مميّزاً في الوقت نفسه بين «التوسّع الاستيطاني، وتجميد الحياة». وفي الشأن الإيراني، استغل أحداث ما بعد الانتخابات الرئاسية لتحذير العالم بأسره وخصوصاً العرب من «خطر النظام الإيراني القمعي والتوتاليتاري».
ووردت مواقف نتنياهو في مقابلة مع محطة «سي بي إس» الأميركية، قال فيها «خاب أملي لأنني اتخذت خطوة ليست بسهلة، وقلت إننا جاهزون للسلام في إطار صيغة عادلة تتمتع بقبول واسع من الجمهور الإسرائيلي وأصدقاء إسرائيل». واختصر أسباب خيبته بالقول «لقد فتحت الباب أمام السلام وكنت أتوقع رداً أفضل، وآمل أن يتجاوب العرب والفلسطينيون».
ولدى سؤاله عن موقفه من المستوطنات، جدد نتنياهو الالتزام بعدم بناء مستوطنات جديدة، وبعدم مصادرة أراضٍ إضافية لتوسيع تلك القائمة. وكشف «بيبي» عن أنّ حكومته تجري حالياً محادثات مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي سيلتقيه الأسبوع المقبل في باريس وروما، «وآمل أن تتوصل حكومتي وإدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما إلى موقف مشترك لأننا نريد المضيّ قدماً في عملية السلام».
وفيما اعترف بأنّ قضية المستوطنات تبقى «مسألة خلافية»، أصرّ نتنياهو على رغبته بتخطّيها «والمضيّ قدماً في مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين»، كاشفاً عن أنه يتطلّع إلى الاجتماع مع القادة العرب «الذين لم يوقّعوا معنا سلاماً في أي زمان وأي مكان من العالموأوضح نتنياهو أن «التوسع الاستيطاني يختلف عن تجميد الحياة»، مشيراً إلى أن ما يقصده هو «استمرار الحياة الطبيعية من دون الاستيلاء على أراض جديدة». كذلك برّر موافقته على حلّ الدولتين بأنّ تل أبيب لا تريد «أن تحكم الفلسطينيين، بل نريد لهم حياة حرة ومستقلة. وبهذا المعنى، وافقت على قيام دولة فلسطينية مسالمة منزوعة السلاح وخالية من الصواريخ والقذائف، وأعتقد أن هذا يوحّد شعب إسرائيل». ووصف اقتراحه بأنه «صيغة رابحة للسلام تلقى دعم غالبية الشعب الإسرائيلي».
وهاجم رئيس الوزراء النظام الإيراني، معتبراً أنه «نظام أصولي غير ديموقراطي، لأنه في الدول الديموقراطية لا نرى أعمال عنف غداة الانتخابات». وكرّر تحذيره «العالم بأسره» من «التهديد الإيراني» ليبرر دعوته إلى «ممارسة ضغوط على طهران وفرض عقوبات عليها وترك كل الاحتمالات مفتوحة».
وفي أول استطلاع للرأي في الدولة العبرية حول خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان، أيّد أكثر من ثلثي المستطلعين اقتراحه القاضي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد «ديالوغ» ونشرت صحيفة «هآرتس» نتائجه، أن نحو 71 في المئة من الإسرائيليين يوافقون على اقتراح نتنياهو، مقارنة مع 20 في المئة يعارضونه. ومع ذلك، أعرب نحو 70 في المئة من العيّنة عن اعتقادهم بأن مثل هذه الدولة «لن تُقام في وقت قريب».
واللافت أنّ شعبية نتنياهو ارتفعت كثيراً عقب خطابه ووصلت إلى 44 في المئة، في مقابل 28 في المئة كان يحظى بها قبل يوم الأحد الماضي، بحسب الاستطلاع نفسه.
في هذا الوقت، كانت السلطة الفلسطينية مشغولة بالبحث عن أفضل السبل لمخاطبة الشعب الإسرائيلي إعلامياً؛ فقد استحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، خدمة إخبارية باللغة العبرية، فضّل أبو مازن تدشينها شخصياً عبر رسالة قصيرة وجّهها إلى الإسرائيليين، أكّد فيها «إيماننا بحتمية السلام والتعايش بين شعبينا». وأوضحت إدارة الوكالة أنّ هدف إطلاق صفحتها العبرية هو «فتح قناة اتصال وتخاطب مباشر مع الرأي العام الإسرائيلي».
وتولّى عباس نفسه تقديم المساعدة في الترويج للصفحة العبرية في «وفا»، عندما أشار إلى أنّ الغاية منها هو أن «ننقل له (الشعب الإسرائيلي)، بصدقية وموضوعية ومهنية عالية، طموحات الشعب الفلسطيني وآماله وتوقه للعيش حراً كريماً على أرضه في دولة مستقلة ذات سيادة تجاور دولة إسرائيل، وتشاركها الحلم لمستقبل أفضل حافل بالأمن والسلام والرخاء».
(يو بي آي، رويترز)