يوماً بعد يوم، تنكشف العناوين العريضة لمبادرة السلام التي ينوي الرئيس باراك أوباما إنجازها في غضون عام ونصف عام، بحيث يجري «شراء» تطبيع الدول العربية مع إسرائيل تحت عنوان «الدولة الفلسطينية»
مهدي السيد
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، عن معالم مبادرة السلام التي ينوي الرئيس باراك أوباما طرحها، مشيرة إلى أنها تتلخص في العمل على إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2012. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ أوباما يعتزم طرح مبادرة سلام تقضي بقيام دولة فلسطينية بحلول عام 2012 يتولى هو وممثلوه مهمة عرض مبادئها أخيراً على ملكي السعودية عبد الله بن عبد العزيز والأردن عبد الله الثاني، بالإضافة إلى الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس وأخيراً على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وبحسب «يديعوت»، شدّد ممثلو الإدارة الأميركية على أنهم لن يتمكنوا من فرض تسوية على الطرفين أو جدول زمني لإقامة السلام، لكنهم توقعوا أن يروا قريباً، «بادرات طيبة» من الطرفين، تؤدي إلى بدء محادثات مكثفة تتضمن مفاوضات على المواضيع الجوهرية كطبيعة الدولة الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما سيجري حواراً «ذا مغزى» بين إسرائيل والفلسطينيين في الأشهر الـ 18 المقبلة، يرمي فيها إلى «إحداث اختراق، وذلك لإعلان إقامة الدولة الفلسطينية في 2012، على أن يعرض خلال الصيف الجاري مبادئه لمبادرة السلام في خطاب مركزي».
وفي موازاة ذلك، ذكرت «يديعوت» أن واشنطن لا تزال تنتظر أجوبة نتنياهو عن سؤالين مركزيين وجههما إليه أوباما: هل ستوقف إسرائيل البناء في المستوطنات؟ وهل ستتعهد بالدخول إلى مفاوضات وفق مبدأ الدولتين؟ وبحسب مصادر الصحيفة العبرية، سترد الأجوبة على هذه الأسئلة ـــــ في قسم منها على الأقل ـــــ في خطاب «بيبي» المرتقب في جامعة بار إيلان يوم الأحد المقبل، حيث يتوقع أن يعلن استعداده للدخول في العملية التفاوضية «بقيادة الأسرة الدولية بهدف تحقيق سلام إقليمي».
ويتمحور أحد إمكانات فكرة الاتفاق الإقليمي حول عقد مؤتمر دولي بمشاركة مسؤولين إسرائيليين وزعماء الدول العربية «المعتدلة» والسلطة الفلسطينية وأركان من الإدارة الأميركية، إلى جانب دول أخرى ستُجَنَّد لدعم المؤتمر. ووفق «يديعوت»، تجري اتصالات حثيثة «خلف الكواليس» تشارك فيها تل أبيب وواشنطن وباريس وموسكو والقاهرة وعمّان وعدد من عواصم دول الخليج والاتحاد الأوروبي «للدفع باتجاه عقد المؤتمر الدولي».
وتقضي بعض الاقتراحات بالإعلان، في المؤتمر، عن بدء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، تنتهي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وينص هذا السيناريو على أن تتمتع الدولة العبرية برزمة ضمانات دولية كاعتراف الدول العربية بها، وخطوات تطبيع، كالسماح لرجال أعمال إسرائيليين بالدخول إلى الدول العربية، والسماح لطائرات دولة الاحتلال بالعبور في المجال الجوي العربي، حتى إقامة مكاتب مصالح إسرائيلية في عدة دول عربية.
وتبعاً لما ذكرته «يديعوت»، فإن تل أبيب تميل إلى الموافقة على انعقاد المؤتمر الدولي شرط أن تكون الدولة الفلسطينية الموعودة «مجردة من السلاح، بجوار الكتل الاستيطانية».
في هذه الأثناء، دعا وزير الدفاع إيهود باراك، نتنياهو إلى القبول بفكرة دولة فلسطينية في كلمته المقررة يوم الأحد، مذكراً إياه بأنه عندما ألف حكومته الحالية، التزم باحترام الاتفاقات المبرمة مع الحكومات السابقة، ومن ضمنها «خريطة الطريق» التي تنص بوضوح على أن النزاع يمكن أن يحلّ على أساس إقامة دولتين لشعبين.
ورأى باراك أنه «إذا فشل هذا الحل، فسيكون هناك كيان سياسي واحد يبدأ من وادي الأردن ويصل إلى المتوسط هو دولة إسرائيل، وعندها إذا كان للفلسطينيين حق التصويت فلن يكون هناك دولة يهودية، بل دولة بقوميتين، وإن لم يكن لديهم حق التصويت، فسيقوم النظام على أساس التمييز».
وفي السياق، رأى نائب رئيس الوزراء، وزير التهديدات الاستراتيجية موشيه يعلون، أن العائق الحقيقي أمام فكرة «دولتين للشعبين لا يكمن في القدس، بل في رام الله»، لافتاً إلى أنّ إسرائيل كانت توافق على الحل «لكن الفلسطينيين لم يقبلوا لأنّ المسألة بنظرهم ينبغي أن تحل على قاعدة دولة واحدة هي فلسطين».
واستشهد يعلون بما قاله أبو مازن أخيراً ومفاده أنه «لن يعترف أبداً بدولة يهودية»، وهو ما وضعه يعلون في خانة «عدم التماثل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، فإسرائيل تعترف بالمطلب الفلسطيني، حق تقرير المصير ولا يعترف الفلسطينيون بوجود دولتنا».