مهدي السيد أفصح الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن الدوافع الحقيقيّة لرؤيته الشرق أوسطية، مجمّلاً إياها باثنين، هما حلّ المشاكل الديموغرافية لإسرائيل وضمان مصالحها الأمنية. اعتراف أوباما هذا، جاء أمام وفد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، الذي التقاه أول من أمس في واشنطن، وضم 15 من زعماء اليهود الأميركيين. وعرض أوباما أمام الوفد رؤيته لحل الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي في الشرق الأوسط، ولا سيما حل الدولتين، مجدداً التزامه بأمن إسرائيل ومصالحها.
وقال أوباما إنه اتخذ لنفسه هدفاً، هو «حل المشاكل الديموغرافية لإسرائيل من خلال حل الدولتين»، مضيفاً أن على إسرائيل أن تجتاز عملية «حساب للنفس» في الموضوع الفلسطيني، «وأنا مستعد لأن أتحدث إلى الإسرائيليين بصراحة بوصفي صديقاً حقيقياً كي أساعدهم في ذلك».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر «وُضع في صورة تفاصيل اللقاء» قوله إن أوباما ردّ «ادعاءات» الزعماء اليهود بأنه يتخذ سياسة أُحادية الجانب في الموضوع الفلسطيني، وإنه لا يضغط إلاّ على إسرائيل في موضوع تجميد البناء في المستوطنات. وقال: «أنا أتّبع سياسة متوازنة، أمارس الضغط على إسرائيل، لكن على الفلسطينيين أيضاً وعلى الدول العربية، على كل طرف أن يفي بتعهداته».
وأشارت «هآرتس» إلى أن أوباما شدّد مرات عديدة في اللقاء، على التزامه أمن إسرائيل قائلاً: «لعلّنا لا نتفق في كل شيء، لكن لا ينبغي أن يُفهم كأني لست ملتزماً أمن إسرائيل. إقامة دولة فلسطينية هي برأيي مصلحة أمنية إسرائيلية، وإن كانت ثمة حاجة، فسأقول بصراحة ما هي في رأيي مصالح إسرائيل، وقد أحددها على نحو يختلف عمّا يحدده الإسرائيليون أنفسهم».
وفي الموضوع الإيراني، قال أوباما إنه غير معني بالحديث عن «تواريخ هدف» بالنسبة إلى الحوار مع طهران، مشيراً إلى أنه «إذا لم تسر إيران عبر البوابة المفتوحة للحوار، فسيتعيّن علينا فحص كيفية التقدم إلى الأمام. لكن سيكون من الخطأ الحديث منذ الآن عما نفعله وكيف نفعله».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أوباما يدرس القيام بزيارة لإسرائيل ومخاطبة الإسرائيليين مباشرةً، على غرار ما فعله عندما وجّه خطاباً إلى العالم العربي والإسلامي في القاهرة. وأضافت الصحيفة أن مساعدي أوباما بحثوا هذا الموضوع خلال الأيام الأخيرة مع رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة. كذلك طرحت الفكرة في اللقاء الذي عقده أوباما في البيت الأبيض مع ممثلي المنظمات اليهودية الذين أكدوا للرئيس الأميركي أن «زيارة كهذه من شأنها أن تُسهم كثيراً في تعزيز الشعور لدى الإسرائيليين بأن أوباما ملتزم الحفاظ على أمنهم».
إلى ذلك، نقلت مراسلة «يديعوت أحرونوت» في واشنطن، أورلي أزولاي، عن عدد من المشاركين في اللقاء قولهم إن أوباما رأى أن «توسيع المستوطنات ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل». لكنه أشار إلى «تقلّص الفجوات بين مواقف البلدين»، معرباً عن أمله التوصل إلى اتفاق على هذا الموضوع. ونقلت «يديعوت» عن أوباما قوله للزعماء اليهود إن «الخلافات الأميركية مع إسرائيل على موضوع المستوطنات، شأنها شأن نقاشات داخل العائلة».
وقال بيان مقتضب للغاية أصدره البيت الأبيض إن الاجتماع الذي دام 45 دقيقة تضمن «مناقشات جوهرية تناولت عدداً من المواضيع من جهود السلام في الشرق الأوسط وإيران إلى إصلاح نظام الرعاية الصحية والسياسات التي تتعلق بالجوع في العالم»، مضيفاً أن أوباما «جدد تأكيده التزامه الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل والعمل على تحقيق سلام في المنطقة».