غزة ــ قيس صفديارتفع عدد شهداء التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة إلى خمسة، باستشهاد صياد استهدفته الزوارق الحربية الإسرائيلية بقذيفة في عرض البحر. تصعيد عسكري مستغرب لتزامنه مع الحديث عن تقدم في صفقة تبادل الأسرى وترجيحات بإتمامها خلال شهر رمضان الجاري. وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصياد محمد نادي العطار (25 عاماً)، وأصابت آخر يدعى سالم العطار (24 عاماً)، كانا معاً على متن قارب صغير عندما أصابتهما قذيفة قبالة شاطئ بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وقال صيادون إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعى من وراء التضييق عليهم إلى ابتزازهم من أجل التخابر معها، عبر اعتقال عدد منهم وتخييرهم بين التخابر وإفساح المجال لهم للصيد، أو استمرار استهدافهم ومنعهم من دخول البحر. ويتزامن التصعيد الإسرائيلي مع توارد معلومات عن تقدم كبير أحرزه الوسيط الألماني لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» ودولة الاحتلال. ورجحت مصادر إعلامية فلسطينية وإسرائيلية إتمام صفقة تبادل الأسرى خلال شهر رمضان الجاري.
وقالت مصادر إعلامية قريبة من حركة «حماس» إن قادة يمثلون الحركة في الداخل والخارج يجرون نقاشاً معمقاً في دمشق لبحث الخطوات الفعلية لإتمام صفقة التبادل، التي شهدت المفاوضات غير المباشرة لإنجازها حراكاً كبيراً بعد تدخل الوسيط الألماني في الفترة الأخيرة.
وأكد مسؤول حركة «حماس» في لبنان، أسامة حمدان، أن الحركة «تثق بالوساطة الألمانية التي يجريها وفد أمني يتراوح عدده بين ثلاث وخمس شخصيات ينتقل بين «حماس» وإسرائيل لإتمام صفقة تبادل الأسرى».
وقال حمدان من دمشق، في تصريحات صحافية نشرتها مواقع محسوبة على حركة «حماس»، إن «الوساطة الألمانية تملك خبرة جيدة وكبيرة في هذا الإطار، وخاصة أنها كانت قد أدّت هذا الدور بين حزب الله وإسرائيل في وقت سابق». وكشف أن مراحل متقدمة من الصفقة كانت قد تمّت أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، لكنه تراجع لاحقاً بعد إجراء مشاورات مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وعمّا إذا كان الرئيس محمود عباس قد سعى إلى عرقلة هذه الصفقة، كما أُشيع، قال حمدان: «نعم، حاول وسعى إلى ذلك، لأنه كان يخشى أن يعطي إنجاز الصفقة المزيد من الحظوة والمكانة لحماس على الساحة الفلسطينية».
وفي مقابل التفاؤل «الحمساوي»، استبعدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» حصول اختراق فعلي في قضية التبادل في المدى القريب. وكتب مراسل الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، رونين بيرغمان، أن واقع الأمور «على الأقل بحسب الصورة التي ترتسم من برلين، ليس وردياً بهذا القدر».
وأقرّ بحصول تقدم في المفاوضات، إلا أنه نقل عن مصادر مطلعة على الملف استبعادها إبرام صفقة في الأسابيع المقبلة، «وبالتأكيد ليس قبل الأعياد اليهودية أو مع نهاية شهر رمضان». وبحسب المصادر نفسها، فإن «الجدول الزمني الأكثر معقولية سيسمح بتحرير شاليط في وقت لاحق ضمن صفقة من عدة مراحل». وأشار إلى «نوع من التنافس، أو على الأقل نشاط موازٍ يجري بين مسارين: المصري والألماني».
إلى ذلك، دعا مبعدو كنيسة المهد في قطاع غزة فصائل المقاومة إلى إدراج قضيتهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، والعمل على عودتهم إلى ذويهم في الضفة الغربية. وقال المبعدون، في مؤتمر صحافي في غزة أمس، إنهم يعيشون ظروفاً صعبة ومأساوية. وأضافوا أن نظراءهم في إيطاليا يخوضون إضراباً عن الطعام لليوم الثامن على التوالي في مقر السفارة الفلسطينية احتجاجاً على قطع مخصصاتهم وإيجار الشقق الخاصة بهم ومحاولة طردهم من إيطاليا.