Strong>تل أبيب تتوعّد الفلسطينيين بتدابير «ثأرية»... وواشنطن تلوّح بـ«النقض»بدأت السلطة الفلسطينية رسميّاً بالتحرّك لإعلان الدولة في مجلس الأمن، عبر الطلب من الأوروبيين دعم الإجراء الفلسطيني. إلا أن ردود الفعل الأوّليّة لا توحي بدعم في ظل استمرار التهديد الإسرائيلي بإجراءات ثأريّة

حيفا، غزة ــ الأخبار
أعلنت السلطة الفلسطينية، أمس، أنها بدأت فعلياً بإجراءات استصدار قرار من مجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينيّة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، نافية في الوقت نفسه أن تكون الإجراءات ذاهبة في اتجاه إعلان الفلسطينيين دولة من جانب واحد.
وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، خلال مؤتمر صحافي في رام الله، أمس، إنه تقدم بطلب رسمي إلى الاتحاد الأوروبي لدعم الخيار الفلسطيني. وقال «التقيت ممثّل الاتحاد الأوروبي و27 قنصلاً وممثّلاً لدول الاتحاد الأوروبي في رام الله، وتقدمنا إلى دولهم بطلب رسمي لدعم توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي». وأضاف «خلال الاجتماع، لم أسمع أي معارضة أو تساؤل من ممثّلي دول الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً أن «الردّ الأوّلي من الاتحاد الأوروبي إيجابي ولدينا اتصالات مسبقة مع هذه الدول، وهناك موافقة وتعاون في هذا الاتجاه من الاتحاد الأوروبي». وأوضح «طلبنا دعماً من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لمساندة القرار، ومنها بريطانيا وفرنسا، وسنتوجه إلى روسيا والصين».
وأشار عريقات إلى أن التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة يختلف تماماً عن إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد وبطريق أحادية، لافتاً إلى أن «منظمة التحرير لا تطرح خيار إعلان الدولة من جانب واحد». وتوقّع أن تصوّت الولايات المتحدة مع القرار «للحفاظ على خيار الدولتين». وأضاف «سنستغرب جداً إذا عارضت الولايات المتحدة القرار، لأن معارضتها تعني معارضة مرجعيات عملية السلام، بما فيها رؤية الرئيس الأميركي باراك أوباما للدولتين».
بن أليعازر يهدّد بانسحاب «العمل» من الحكومة في حال ضم المستوطنات في الضفة
ورغم إعلان عريقات عدم معارضة المندوبين الأوروبيين، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، رأى أن الإقدام على خطوة أحادية الجانب تعلن دولة فلسطينية قد يكون مضرّاً بقيامها. وأوضح «لم نكفّ عن التذكير بالضرورة الملحّة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، مستقلة وديموقراطية، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل في حدود آمنة ومعترف بها على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية».
وخرجت الإدارة الأميركية عن صمتها إزاء الموضوع، فرأت، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ايان كيلي، أن «التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين هو أفضل وسيلة» للحصول على دولة فلسطينية. وقال كيلي «ندعم قيام دولة فلسطينية تكون نتاج مفاوضات بين الطرفين»، موضحاً أن السلطة الفلسطينية «لم تجر أي اتصال مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، كما لم تطلب موافقتها».
وفي السياق، قال السيناتور الأميركي الديموقراطي، تيد كوفمان، إن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض لمنع إعلان دولة فلسطينية في مجلس الأمن. وأضاف، في مؤتمر صحافي في القدس المحتلة، أن التوجه إلى مجلس الأمن «مضيعة للوقت، ولن يؤدي إلى أيّ مكان».
في هذا الوقت، واصل المسؤولون الإسرائيليون تهديد الفلسطينيين بتدابير ثأرية إذا ما أعلنوا قيام دولة مستقلة. وكرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو انتقاده القيادة الفلسطينية، التي قال عنها، خلال اجتماع كتلة الليكود، إنها غير معنية بالمفاوضات، مشيراً إلى أن «الفلسطينيين يهربون من المفاوضات، وليس ثمة من يمكن التحدث معه».
بدوره، أكد وزير الدفاع إيهود باراك، خلال جلسة كتلة «العمل»، أن «الاتصالات (مع الفلسطينيين) موجودة اليوم في نقطة حساسة»، بحسب الموقع الإلكتروني لـ«يديعوت أحرونوت».
وفي شأن تهديد الفلسطينيين بإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، أوضح باراك أنّ «من الأفضل القيام بخطوة بموافقة الطرفين». وقال إن «التجربة تُثبت أن العملية بالاتفاق أفضل للجميع، وأفضل من الخطوة الأحادية الجانب». وأضاف «يجدر بالفلسطينيين التفكير مجدداً قبل الدخول في الموضوع»، مذكّراً إياهم بأن «إسرائيل قوية ورادعة بما يكفي كي تتحرك وتتخذ قرارات حاسمة».
بدوره، هدّد وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن أليعازر بانسحاب حزب «العمل» من الحكومة الإسرائيلية إذا اتخذت قراراً بضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إن «حزب العمل لن يتمكن من الاستمرار بالمشاركة في الحكومة إذا ما قررت ضمّ الكتل الاستيطانية».
أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فرأى أن احتمال تصديق مجلس الأمن الدولي على إعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد هو احتمال ضئيل، مضيفاً أنه «إذا نفّذ الفلسطينيون ذلك، فإن إسرائيل ستكون في حلّ من التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين».