Strong>القاهرة تشيد بـ«مواقفه التقدميّة»... وتل أبيب تتوقّع تراجع عبّاسالمفاوضات كانت عنوان زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، التي أبدت إعجابها بـ«مواقفه التقدميّة»، وسط إشارات في تل أبيب إلى قرب استئناف المفاوضات، وتراجع الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس عن شروطه

القاهرة ــ الأخبار
حلّ بنيامين نتنياهو أمس ضيفاً على القاهرة، حيث استقبله الرئيس المصري حسني مبارك. «أجواء إيجابيّة» تسرّبت عن اللقاء، رغم إعلان المسؤولين المصريين بعده التمسّك بوقف الاستيطان شرطاً مسبقاً لاستئناف المفاوضات. تأكيد بدا استرضاءً للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، ولا سيما مع ظهور إشارات إسرائيلية إلى ضغوط أميركية على الفلسطينيين والدولة العربية لعودة التفاوض.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطّلعة في القاهرة لـ«الأخبار» عن أن نتنياهو طالب مبارك «بمحاولة إقناع الدول الأعضاء في الجامعة العربية باتخاذ بعض الخطوات النوعية في إطار تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، كثمن سياسي لموافقة تل أبيب على إمرار صفقة الإفراج عن ألف أسير فلسطيني في مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط». كذلك سأله أن يسعى إلى «تشجيع بقية العرب على تطبيع العلاقات مع حكومته». فردّ الرئيس المصري قائلاً إن «علاقة تل أبيب مع الأطراف العربية تتطلب خلق مجال للثقة أولاً، وإحلال السلام وإنشاء دولة فلسطينية قبل الحديث عن التطبيع».
وتناولت جلسة المباحثات المصرية ـــــ الإسرائيلية جهود إحياء عملية السلام على المسار الفلسطيني، ورفع الحصار عن الفلسطينيين، والتوصل إلى حل لمشكلة اللاجئين.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن نتنياهو «طرح مواقف أكثر تقدماً تتجاوز ما سمعناه منهم لفترة طويلة»، من دون أن يعددها، مشدداً على أن «وقف الاستيطان لا يزال شرطاً لاستئناف المفاوضات». وأضاف: «رأينا رغبة من نتنياهو في التحرك باتجاه المفاوضات، ونحن نلحّ على أن تكون هناك أسس متفق عليها».
على الصعيد الإسرائيلي، استبقت صحيفة «هآرتس» لقاء نتنياهو ـــــ مبارك قائلة إن بيبي «سيعرض على مبارك التفاهمات التي توصّل إليها مع الأميركيين بشأن شروط انطلاق المفاوضات». وأضافت أنه «سيشدد على أنه في ضوء ليونته، فإن مصر ينبغي أن تضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتجديد العملية السياسية».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين رفيعي المستوى في مكتب نتنياهو قولهم إن «هدف الرحلة إلى مصر هو أولاً وقبل كل شيء، ربط مبارك بمساعي استئناف المسيرة السياسية». وأشارت إلى «انضمام مبعوثه الخاص إلى الرئيس الفلسطيني، المحامي إسحق مولكو، والمسؤول عن المحادثات مع الإدارة الأميركية في موضوع شروط بدء المفاوضات، على نحو استثنائي إلى رحلة نتنياهو».
وبحسب «هآرتس»، كان مولكو قد التقى المبعوث الأميركي جورج ميتشل الأسبوع الماضي، وتوصلا إلى موافقة إسرائيلية على تحديد مدة المفاوضات لسنتين، والتزام الاتفاقات السابقة، والاستعداد للبحث في المطلب الفلسطيني بحدود على أساس خطوط 1967.
بدورها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «محيط نتنياهو يُبدي تفاؤلاً حذراً إزاء إمكان تجديد المفاوضات مطلع العام المقبل». ووصفت اللقاء مع مبارك، الذي بادر نتنياهو إليه، بأنه «لحظة قبل الذروة، حيث يتوقع أن يعلن قريباً تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين، بناءً على تنسيق مسبق ودور فاعل ومكثف للأميركيين».
ونقلت الصحيفة تقديرات مسؤولين سياسيين إسرائيليين تفيد بأن «عباس سيعلن قريباً استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، بهدف تعزيز مكانة فتح قائدةً للشعب الفلسطيني استعداداً لانتخابات ممكنة».
إلى ذلك، جدد الملك السعودي عبد الله دعم بلاده للسلطة الفلسطينية في مواقفها تجاه عمليات الاستيطان الإسرائيلية، وذلك خلال زيارة عباس للسعودية أمس.


أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس «أننا نحيي ذكرى مرور عام على حملة الرصاص المصهور، حيث يسود في المنطقة هدوء لم نشهد مثيلاً له منذ سنين، وبهذا المعنى تحققت نتائج الحملة كاملة». وأضاف، خلال جولة قام بها على فرقة غزة العسكرية برفقة مجموعة من كبار قادة الجيش الإسرائيلي، أن «دولة إسرائيل قوية والجيش الإسرائيلي رادع، لكن المخاطر لم تنتف. حماس تواصل تعزيز قوتها، وكذلك الاستعداد».
وعلّق باراك على قتل الجيش الإسرائيلي لثلاثة فلسطينيين يوم الجمعة الماضية، فادعى أن «الأمر يتعلق بثلاثة مقاتلين حاولوا التسلل لوضع عبوة عند السياج».
ورداً على سؤال عن موضوع جلعاد شاليط، قال باراك: «كلما قلّلنا الكلام في هذا الوقت، كان الأمر أفضل».
(الأخبار)