تزامناً مع تأكيدات الرئيس الإماراتي، خليفة بن زايد آل نهيان، أنّ بلاده استطاعت «احتواء الآثار السلبية للأزمة (الماليّة) وتجاوزت الكثير من نتائجها وتداعياتها»، بقيت السوقان الماليّتان في البلاد متأثّرتين بأزمة دبي، حيث بدا لوهلة أمس أنّ الأزمة الائتمانيّة متّجهة صوب الانفلاش.فقد أغلقت سوقا دبي وأبو ظبي الماليّتان على تراجع بنسبة 6.39% و2.82% على التوالي، فيما غمر الأحمر جميع مؤشّرات الأسواق في بلدان مجلس التعاون الخليجي. وأكدت هذه النتائج أنّ حال عدم الاستقرار لا تزال تسيطر على الأسواق مع إعلان شركة «دبي العالميّة» إعادة جدولة 26 مليار دولار من أصل ديون إجماليّة تبلغ 59 مليار دولار. وكانت الأوضاع ستصبح أكثر صعوبة على الإمارة لولا نفي «هيئة كهرباء ومياه دبي» تقريراً أوردته صحيفة «Financial Times» يفيد بأنّ خفض تصنيفها من قبل الوكالات العالميّة قد يؤدّي إلى تعجيل سداد سندات بقيمة ملياري دولار كانت تستحقّ أساساً في عام 2036.
وحاول الرئيس الإماراتي طمأنة المستثمرين والمعنيّين عن اقتصاد بلاده من خلال التشديد على «متانة الأسس التي يقوم عليها اقتصادنا والإدارة الواعية لمؤسساتنا العامة والخاصة».
وأعرب آل نهيان عن إيمانه بأنّ «لدينا القدرة والعزيمة لمواصلة العمل بهذا الاتجاه لاستكمال الخطوات التي اتخذناها في هذا المجال، وصولاً إلى إزالة كل العقبات التي تحول دون استمرار زخم عملية التنمية وقوة دفعها». لكن العقبات لا تنفكّ تزداد، وهناك استحقاقات قريبة سيواجهها البلد الخليجي ذو الصندوق الاستثماري الذي تبلغ موجوداته أكثر من 350 مليار دولار. فالصفقة التي عقدها في العام الماضي مع مجموعة الصيرفة الأميركيّة «Citigroup» في إطار جهود إنقاذها قد ترتدّ على البلد الخليجي بخسارة تبلغ ملياري دولار.
ولذا، يبدو أنّ الأهمّ من تخطّي الأزمة هو تخطّي مرحلة ما بعد الأزمة.
(الأخبار)