تواصلت حملة التحريض الإسرائيلية على إيران، على خلفية برنامجها النووي، بينما لم تستبعد محافل أمنية أن تكون طهران قادرة على تخصيب يورانيوم يكفي لصناعة ثلاث قنابل نوويةطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفرض عقوبات معوِّقة على إيران فوراً، رداً على إعلانها البدء بإنتاج وقود نووي مخصَّب إلى درجة قصوى.
وقال نتنياهو لدبلوماسيين أوروبيين إنّ إيران «تسرّع الخطى صوب إنتاج أسلحة نووية في تحدٍّ وقح للمجتمع الدولي الذي يجدر به أن يقرّر ما إذا كان جادّاً في درء هذا الخطر عن إسرائيل والمنطقة والعالم بأسره». وأعرب عن اعتقاده بأن المطلوب الآن فرض «عقوبات معوِّقة حالاً».
في السياق، قدّر مصدر أمني رفيع المستوى في دولة الاحتلال أنّ النظام الإيراني يخفي منشآت نووية إضافية لتلك المعروفة حتى الآن. وقال المصدر لصحيفة «معاريف» إنّ «المنشأة السرية في سفح الجبل في قم، هي مجرد طرف الجبل الجليدي»، مشيراً إلى أنّ «ثمة منشآت عسكرية لتخصيب اليورانيوم يخفيها الإيرانيون عن كل العالم».
منشأة قم هي طرف الجبل الجليدي وثمة منشآت مخفيّة عن كل العالم
وأشارت «معاريف» إلى أن مسؤولي المؤسسة الأمنية في تل أبيب يعتقدون أنّ الإيرانيين «ينوون تخصيب يورانيوم يكفي لثلاث قنابل نووية، لكنهم لم يتخذوا بعد القرار السياسي في الانتقال إلى التخصيب لأغراض عسكرية». وأوضحت الصحيفة نفسها أنه «تسود المؤسسة الأمنية في إسرائيل حال من عدم رضى بالنسبة إلى التقدم في المحادثات في الدول الغربية بشأن طبيعة العقوبات التي يجب فرضها على إيران».
ونقلت «معاريف» عن وزير الدفاع إيهود باراك قوله، في محافل مغلَقة، إنّ على واشنطن أن تبدأ بتطبيق عقوبات على طهران في غضون أسابيع، «لكن ليس لدينا القدرة على توقع نجاعة العقوبات». وحسب باراك، فإنّ احتمال أن يربط الأميركيون الصينيّين معهم «ليس كبيراً في ضوء التطورات بين الصين والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة». ورغم ذلك، شدّد الوزير على أنّ حكومته «لن تجلس بالضرورة مكتوفة الأيدي في ضوء التطورات»، مكرراً ما يقوله حكام الدولة العبرية على الدوام عن أن «كل الخيارات تبقى على الطاولة، ونحن نقصد ذلك» في ما يخص إيران.
بدوره، رأى السفير الإسرائيلي لدى إيطاليا جدعون مئير أنّ امتلاك إيران لأسلحة نووية في ظل دعمها الواضح «للإرهاب»، يمثّل «مصدر تهديد عالمي». ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن مئير قوله، بعد لقائه حاكم إقليم فينتو شمال إيطاليا، جيانكارلو غالان، إنّ «جمع إيران بين مقدراتها الصاروخية، ودعمها الذي لا يمكن إنكاره للإرهاب، يقودنا إلى أنها تمثّل تهديداً للعالم أجمع».
وجزم مئير بأنه «إذا فشلت الجهود الدولية لإيقاف إيران، فمن المؤكد أننا سنراها تسلِّح إرهاباً جديداً يمتلك أيضاً أسلحة نووية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)