خطفت غزة، أمس، الأضواء بعد تبني حركة «حماس» قتل جنديين إسرائيليين، الأمر الذي وضعه الاحتلال في خانة «العملية المعقدة والكبيرة»
ربى ابو عمو
بعد فترة هدوء طبعت جبهة غزّة، على خلفية توقف حركة «حماس» عن إطلاق صواريخ على إسرائيل، باستثناء بعض الخروق التي لم تعلن «حماس» أي صلة بها، شهد القطاع أمس عمليّة نوعيّة، بعدما قُتل ضابط وجندي إسرائيلي، وأصيب آخران بجروح في تبادل لإطلاق النار مع فلسطينيين في جنوب قطاع غزة، في عملية تبنتها حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي، «دفاعاً عن النفس»، فيما وصفها الاحتلال بـ«المعقدة والكبيرة».
وأعلنت الحركتان، في بيانين منفصلين، مسؤوليتهما عن مقتل الضابط والجندي الإسرائيليين، في اشتباك شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع إسرائيل. وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، إن «مجاهدي القسام اشتبكوا مع قوة صهيونية راجلة توغلت نحو 500 متر شرق خان يونس بالسلاح المتوسط، فأطلق قناصة القسام النار تجاه الجنود». وأضافت: «اعترف العدو الصهيوني بمقتل جنديين صهيونيين وإصابة عدد آخر بجروح، وقد هبطت طائراته لإخلاء القتلى والجرحى».
من جهتها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن «إحدى مجموعاتها تمكنت من اكتشاف قوة صهيونية خاصة في بلدة عبسان الجديدة شرقي بلدة عبسان شرق خان يونس، فاستدرجت القوة الصهيونية الخاصة قبل أن تدور اشتباكات عنيفة معها، حيث فُجّر عدد من العبوات الناسفة خلال الاشتباك وتدخلت خلالها الطائرات المروحية والحربية للتغطية على القوة المتسللة وانسحابها». وأضاف: «أصيب عدد من مجاهدي سرايا القدس خلال الاشتباكات، وفُقد مجاهد آخر لم يُعرف مصيره، فيما عاد باقي مجاهدي المجموعة بسلام إلى مواقعهم».
وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة مساء أمس، قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: «لن نرضخ لمنطق التهديد الذي يمارسه الاحتلال. نحن قمنا بواجبنا الطبيعي والعملية جرت داخل قطاع غزة، والاحتلال هو الذي دخل من 300 إلى 500 متر في القطاع»، مشيراً إلى أن «العملية تؤكد جهوزية المقاومة». وأضاف أن «هذه العملية إهداء لروح شهيدنا القائد محمود المبحوح وليس رداً على اغتياله».
إسرائيل ترى العملية معقدة وكبيرة وكانت تستهدف أسر جنود
وعن تبني «سرايا القدس» الهجوم أيضاً، أوضح أبو عبيدة أنه «لا ينفي وجود مقاومين من تنظيمات أخرى»، لافتاً إلى أن «مقاتلي جماعته تدخلوا لدى محاولة القوة الإسرائيلية محاصرة أولئك الناشطين». وعما إذا كان يعدّ هذا الهجوم تغييراً في نهج الجماعة المعلن بالتزام الهدوء، قال أبو عبيدة: «نحن لن نرضخ لمنطق التهديد. قمنا بواجبنا الطبيعي والمقدس بالتصدي لقوة دخلت قطاع غزة. كل أرضنا هدف مشروع. هذه العملية جرت داخل القطاع».
وفي السياق، أعلنت مصادر طبية إصابة ستة فلسطينيين، بينهم مقاتلان، بشظايا قذائف أطلقتها دبابات إسرائيلية توغلت في القطاع، بحسب مصادر طبية وشهود. وقالت إنه «بعد ساعات من مقتل الجنديين الإسرائيليين، أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخاً واحداً على الأقل استهدف مجموعة مقاتلين فلسطينيين شرق خان يونس من دون أن يؤدي إلى إصابات»، غير أن تقارير إسرائيلية تحدّثت عن سقوط أربعة شهداء.
على الصعيد الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال، في بيان، أن «ضابطاً وجندياً قتلا، فيما أصيب جنديان آخران بجروح طفيفة، في تبادل إطلاق نار مع إرهابيين كانوا يزرعون متفجرات على طول السياج الأمني في جنوب قطاع غزة». وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن «الحديث هو عن عملية معقدة وكبيرة»، وأن «الاعتقاد السائد أن المخربين كانوا يعتزمون خطف جنود».
وأوضح قائد المنطقة العسكرية الجنوبية يواف غالان أن «الجنود عبروا إلى الجانب الفلسطيني من السياج بعدما رصدوا المسلحين الفلسطينيين، فحصل تبادل لإطلاق النار وانفجرت قنبلة يدوية كان يحملها أحد الجنود، ما أدى إلى مقتله، فيما أصيب جنديان آخران. وقتل جندي ثان بعدها في تبادل إطلاق نار آخر». وأضاف: «قتل اثنان من الإرهابيين في تبادل إطلاق النار الأول. وبعد ساعتين، قتل إرهابيان آخران رصدا وهما يزرعان أيضاً عبوات ناسفة قرب السياج».
وحمّلت إسرائيل الحركة الإسلامية مسؤولية الكمين الفلسطيني. وقالت متحدثة إسرائيلية إن «حماس مسؤولة عن أي نشاط يأتي من غزة إلى إسرائيل».
وفي إطار ردود الأفعال، أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن «قلقها الكبير» لأعمال العنف التي وقعت على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، داعية الطرفين إلى «الوقف الكامل لجميع أعمال العنف».