القاهرة ــ خالد محمود خاص بالموقع- استعاد الرئيس المصري حسني مبارك كل صلاحياته الدستورية والقانونية كرئيس للبلاد، وبعضاً من حيويته ونشاطه التقليدي، وفاجأ الجميع بظهوره الإعلامي الثاني عبر شاشات التلفزيون الرسمي المصري، قاطعاً أيّ شك في تحسّن وضعه الصحي، بعدما خضع أخيراً لعملية جراحية لاستئصال المرارة في ألمانيا.

وأعلن مبارك ضمنياً في مكالمة مقتضبة لمدة 45 ثانية مع رئيس وزرائه أحمد نظيف، عزمه على العودة إلى مصر نهاية هذا الأسبوع، ليؤكّد ما أعلنه وزير الدولة المصري للمجالس النيابية مفيد شهاب لـ«الأخبار» أول من أمس، عن أن الرئيس سيعود خلال أيام قليلة فقط.

وسخر الرئيس، الذي بدا هذه المرة في وضع صحي أفضل، على طريقته المعتادة من مرضه، ووصف ما حدث له من تدخل جراحي بأنه كان «علقة سخنة». وبث التلفزيون المصري لقطات مصورة للرئيس أمس، صُورت صباح أمس في غرفة الرئيس في مستشفى هاديلبرغ الألماني، وهو يتحدث إلى نظيف بصوت مسموع، قبل أن يجرى سلسلة اتصالات مع مجموعة من وزراء الحقائب السيادية، والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والعقيد الليبي معمر القذافي.

وقالت مصادر مطلعة إنّ الرئيس «ألغى قرار تفويض نظيف بصلاحيات رئيس الجمهورية من دون إعلان رسمي»، مشيرةً إلى أنه «جرى إبلاغ نظيف بفحوى قرار إلغاء التفويض قبل المكالمة التليفونية المقتضبة التي أجراها معه».

وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ توليه السلطة عام 1981، مارس مبارك مهمّات عمله خارج البلاد، ووقّع قرارات جمهورية عديدة تتناول أكثر من شأن داخلي، على رأسها تعيين أحمد الطيب شيخاً للأزهر. وقطع مبارك فترة النقاهة واستأنف مهمّاته الرسمية متغلّباً على آثار العملية الجراحية التي خضع لها أخيراً، فيما قال مسؤول مصري مرافق للرئيس لـ «الأخبار» إن «الرئيس سعى عبر ظهوره الإعلامي الثاني من نوعه هذا الأسبوع إلى طمأنة الجميع عملياً وبالدليل القاطع إلى أن صحته بخير، وأنّ وضعه الصحي في تحسن مطّرد».

وبدا أن مؤسسة الرئاسة ترد على ما أثير قبل عدة أيام بعد الظهور الإعلامي للرئيس برفقة اثنين من أطبائه الألمان، حيث ظهر أمس رئيس ديوان الرئيس زكريا عزمي وهو يعرض على الرئيس مجموعة القرارات الجمهورية العديدة التي وقعها أمس في أول يوم عمل له منذ سفره إلى ألمانيا في الرابع من الشهر الجاري.

وفي ما بدا أنه ردّ على سؤال من نظيف (الذي لم يكن كلامه مسموعاً) للرئيس عن توقيت عودته، قال مبارك «إن شاء الله على أواخر الأسبوع ده».

وبث التلفزيون المصري لقطات مصورة ومقتضبة دامت نحو دقيقتين ونصف دقيقة أمس، للرئيس الذي ظهر وهو يتحدث عبر التليفون إلى نظيف، وبدا وجه الرئيس وصوته متعبين إثر العملية الجراحية التي خضع لها أخيراً، والتي وصفها بأنها «علقة سخنة» على حد تعبيره.

وفي ثاني ظهور علني له منذ سفره إلى ألمانيا، ظهر الرئيس وهو يرتدي ملابس شتوية غير رسمية، يقرأ صحيفة ويتحدث عبر سمّاعة تليفون موضوع أمامه على طاولة. وارتدى الرئيس نظارته الطبية وهو يجلس على كرسي جلديّ بمساند خشبية، وطاولة بسيطة عوضاً عن مكتبه الرئاسي الفخم في قصر الاتحادية في مصر الجديدة.

وبث التلفزيون الرسمي أيضاً لقطات مصورة لمبارك وهو يوقع عدة قرارات جمهورية، من بينها إنشاء كنيسة لطائفة الأقباط الأرثوذوكس في مدينة 15 نيسان في محافظة حلوان. كما أحال مشروع قانون بتعديل الدوائر الانتخابية لمجلس الشورى في ضوء إنشاء محافظات حلوان و6 أكتوبر والأقصر على مجلس الشعب والشورى. وظهر عزمي وهو يعرض هذه القرارات على الرئيس، ويقدم إليه قلماً لتوقيعها.