بدأ اليمين الاميركي هجومه على مبعوث أوباما للعالم الإسلامي رشاد حسين. وانتشرت المقالات في الصحف المحافظة وهاجمه معلقو شبكة «فوكس نيوز» لأنّه يحفظ القرآن
ديما شريف
لم تمض أسابيع على تعيين الرئيس الأميركي باراك أوباما المحامي الباكستاني الأصل رشاد حسين مبعوثاً خاصاً للعالم الإسلامي حتى بدأت سهام الانتقاد توجه إليه من اليمين الأميركي، في استكمال لسياسة هؤلاء منذ أحداث 11 أيلول في الهجوم الدائم على الإسلام والمسلمين وربطهم بالتطرف والإرهاب داخل أميركا وخارجها.
فعندما أعلن أوباما تعيين حسين، في مداخلة خلال منتدى أميركا والعالم الإسلامي منتصف شباط الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، رحبت الاوساط الأميركية الديموقراطية والعالم العربي بهذا الاختيار. فحسين عمل مسبقاً مع مجلس الأمن القومي في قضايا إسلامية وله خبرة طويلة في العمل داخل أروقة السياسة الاميركية. وجاء التعيين تنفيذاً لما وعد به أوباما في خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة في حزيران 2009.
لكن سرعان ما بدأ اليمين المتطرف الاميركي حملته ضد حسين. ظهرت مقالات في بعض الصحف المحافظة تنتقد هذا الاختيار، وذريعتها أنّ حسين شارك في مناسبات ونشاطات نظمتها جمعيات إسلامية. كما انتُقد حسين لأنّه أبدى آراءً لا تعجب اليمين في ما يتعلق بمحاكمة بعض المسلمين في أميركا، وبأنّه غيّر رأيه حول محاكمة سامي العريان المتهم بتمويل الجهاد الإسلامي. كما اتهمه أحد المعلقين التلفزيونيين بأنّه متطرف لأنّه يحفظ القرآن.
وانتشرت المقالات في وسائل الإعلام اليمينية وساندتها شبكة «فوكس نيوز» المحافظة لتصبح الشغل الشاغل للمحافظين. وأصبح من الطبيعي أن يصف معلقو المحطة حسين بـ«المتعاطف مع الإرهاب». ويرى المدافعون عن حسين أنّ هذه التعليقات العنصرية مفارقة مضحكة، فهو من المسلمين الذين يتحدثون دائماً ضد التطرف. كما أنّ دوره مهم في بناء علاقات مع مسلمين معتدلين حول العالم لتهميش تنظيم «القاعدة».
ويقول حسين، في بحث كتبه لـ«معهد بروكينغز» القريب من الديموقراطيين في 2008، إنّ «أيديولوجية الإرهاب تعتمدها فرقة صغيرة لكنّها مرفوضة من غالبية المسلمين». ويضيف «كما يعرف صانعو السياسات الأميركيين، فإنّ الإسلام يرفض الإرهاب». ويتابع إنّ هناك إجماعاً بين الفقهاء المسلمين على رفض الإرهاب وممارسة التكفير لتبريره. ويشير إلى أنّه «إذا نجح التحالف الدولي في هزيمة تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى، فسيقتنع إرهابيون آخرون بأنّ الإسلام يطلب منهم رفض الإرهاب». ويرى أنّه «يجب على جهود محاربة الإرهاب العالمية التركيز على أنّ الإرهاب مخالف للشريعة الإسلامية».
ويرى بعض الصحافيين أنّ الهجوم اليميني على شخص مناهض للإرهاب بهذا القدر مثير للخجل، وخطر في الوقت نفسه. فهذه الحملات من شأنها، برأيهم، توجيه ضربة ضد جهود الولايات المتحدة المناهضة للإرهاب. فهي ستمنح ذخيرة لـ«القاعدة» من شأنها «تعزيز ادّعائها أنّ أميركا في حرب مع الإسلام لا مع التطرف»، كما يقول البعض. ويرى آخرون أنّ ذلك قد يخرب محاولة أوباما خلق سياسة إسلامية جديدة، فيما يعتقد البعض أنّ «من يقفون وراء هذه الحملات المنظمة يعرفون أنّ حسين ليس إرهابياً لكنّهم يريدون إلحاق الأذى بالجالية المسلمة في أميركا».