القاهرة ـ الأخبارخاص بالموقع - أكَّد سفير سوريا لدى القاهرة مندوب بلاده الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف أحمد، أن استمرار وتصاعد وتيرة الممارسات العنصرية الإسرائيلية بات يفرض اليوم تحديّاً واضحاً وصريحاً أمام قدرة الطرف العربي على اتخاذ مواقف أكثر حسماً وجدية لمواجهة المخطط الإسرائيلي. وقال إن المخطط الاسرائيلي يهدف إلى القضاء على الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للأراضي العربية المحتلة، مشدداً على التصدي للسياسة الإسرائيلية القائمة على التطهير العرقي وتفريغ الأرض من أصحابها الحقيقيين، والقضاء على أي أمل في تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
ورأى أحمد أن الممارسات العنصرية والتوسعية الإسرائيلية قد أثبتت من جديد صوابية الموقف السوري تجاه رفض تقديم غطاء عربي لأية مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هذه الحكومة الإسرائيلية غير قادرة ولا جادة في التوصل إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
وقال السفير السوري في مداخلة أمام الاجتماع الطارئ الذي عقده أمس في القاهرة مجلس الجامعة العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، تلقّت «الأخبار» نصها، إن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة باتت اليوم تتمادى في سياساتها العنصرية التوسعية، مؤمنةً بأنها تملك الحصانة فوق القوانين والأعراف الدولية، وأنها قادرة على تحدي المجتمع الدولي بأسره وخرق القوانين والقرارات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، معتمدةً في ذلك على الدعم غير المحدود لها من بعض القوى الدولية، وعلى حقيقة أن التصدي العربي والدولي لهذه السياسات والممارسات لم يرقَ حتى الآن إلى المستوى المطلوب من الفاعلية والجدية والصدقية.
وكان مجلس جامعة الدول العربية قد عقد اجتماعاً غير عادي على مستوى المندوبين الدائمين أول من أمس، لمناقشة التداعيات الخطيرة للقرار الإسرائيلي العنصري بطرد وتهجير عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلَّة.
وبعد مداولات ونقاشات طويلة أصدر المجلس بياناً أعلن فيه الرفض الكامل للحصانة الممنوحة من بعض القوى الدولية لسلطة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تجعل منها قوة فوق القانون الدولي فتتمادى في انتهاكاتها السافرة لحقوق الشعب الفلسطيني. كما حذَّر المجلس في بيانه من مخاطر هذا القرار على وحدة وسلامة الأرض الفلسطينية المحتلَّة ووحدة الشعب الفلسطيني، باعتباره يهدف إلى الفصل بين الضفة الغربية والقدس وقطّاع غزَة. كذلك عبّر المجلس عن دعمه للشعب الفلسطيني في التصدي لهذا القرار العنصري، وطالبه برفض القرار وعدم التعامل معه أو الانصياع له.