Strong>وساطة سعودية لمصالحة دمشق مع القاهرة... وقمة قطرية ـ مصرية وشيكةهل تشهد الأيام المقبلة تتمة لمشاهد المصالحة العربية، التي بدأت في قمة الكويت الاقتصادية العام الماضي؟ الأنباء توحي بإمكان حدوث ذلك بزيارة «مجاملة» للرئيس السوري بشار الأسد للقاهرة من أجل الاطمئنان إلى صحة الرئيس المصري حسني مبارك، قد تكون كفيلة بطيّ صفحة الخلاف

القاهرة ــ خالد محمود
بدا أمس أن ثمة ترتيبات لزيارة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد للقاهرة تحمل في طياتها ما يفوق الاطمئنان إلى صحة الرئيس المصري حسني مبارك، في وقت تبدو فيه القاهرة متحمسة لاستعادة الدفء المفقود في علاقاتها التاريخية مع دمشق.
وقال سفير سوريا في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف أحمد، لـ«الأخبار»، إنه لا مواعيد محددة فعلياً لقيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة وشيكة لمصر لتهنئة نظيره المصري بسلامة العودة من رحلته العلاجية. وأوضح أن الزيارة قائمة بعد أن يعود الرئيس مبارك لاستئناف عمله.
وكانت صحيفة «المصري اليوم» قد نقلت عن أحمد قوله إن «هناك زيارة بالفعل سيقوم بها الأسد لمصر في وقت قريب، مع بدء مزاولة مبارك مهماته مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «الزيارة ستكون كفيلة بطي صفحة أي خلافات أو اختلافات في وجهات النظر بين الإخوة». وتابع قائلاً إن «اللقاء كفيل بإنهاء أي سوء تفاهم بين الجانبين، وأن يحل كل المسائل العالقة من دون الاحتياج إلى آليات، أو مبادرات عربية».
وأشارت الصحيفة المصرية إلى أن «القاهرة ودمشق تضعان اللمسات الأخيرة على زيارة الرئيس السوري للقاء نظيره المصري لإنجاز مصالحة تعيد العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل سنوات، وتطوى صفحة الخلافات».
ولدى سؤاله متى يصل الأسد إلى مصر، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحافية: «ليس لديَّ علم عن موعد وصول الرئيس بشار، لكن أعلم أن الرئيس بشار عبّر عن رغبة في القدوم إلى مصر، وقام بالسؤال عن صحة الرئيس وأبدى الرغبة في الالتقاء به ورحبنا بهذه النيات، لكننا أبلغنا الجانب السوري أن الرئيس سيكون في فترة نقاهة لأسابيع، وأعتقد أن هذه الزيارة واردة، وتقديري أنها ستساهم بقوة في تنشيط علاقة مصرية سورية يجب أن تتسم بالقوة».
ورغم أنه نفى تحسن العلاقات المصرية ـــــ القطرية، إلا أن أبو الغيط لاحظ أنه «لم يكن هناك صدام مصري ـــــ قطري على الأقل على مدى الشهور القليلة الأخيرة»، لافتاً إلى أن هذه الفترة شهدت اتصالات ولقاءات على مستوى رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية. وتوقع أبو الغيط حدوث اجتماع لم يحدد موعده بين الرئيس مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وقال مسؤول مصري لـ«الأخبار»: «إذا تمت زيارة الأسد، فهي ستكون ذات مغزى إنساني يعبّر عن إدراك الطرفين المصري والسوري لأهمية وجود علاقات قائمة بغض النظر عن الاختلافات في الرؤى»، مشيراً إلى أنه «لا فيتو مصري على الزيارة مطلقاً».
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه: «بالنسبة إلينا، الأسد مرحب به في أي وقت يشاء. نعتقد أن الزيارة المرتقبة تدخل في إطار المجاملات المعتادة بين رؤساء الدول».
لكن مصادر عربية قالت إن الزيارة ستتجاوز هدفها البروتوكولي إلى محاولة إيجاد صيغة مناسبة لتدشين صفحة جديدة من العلاقات بين القاهرة ودمشق، مشيرة إلى أن الملك السعودي عبد الله يقوم بمساعٍ إيجابية غير معلنة في هذا الإطار.
ونقلت المصادر عن مسؤول سعودي رفيع المستوى قوله إن «تغيّب القاهرة عن دمشق أو العكس ليس صحيحاً. المرحلة الحالية تحتاج إلى إزالة الخلافات العربية وتنقية الأجواء بين معظم العرب للانتباه إلى خطورة ما تفعله حكومة بنيامين نتنياهو في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
ويمضي مبارك حالياً فترة نقاهة في منتجعه الرئاسي المفضل في شرم الشيخ، علماً بأنه لم يظهر علناً منذ عودته إلى البلاد نهاية الشهر الماضي.
فى المقابل، قالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن عدداً من الرؤساء العرب طلبوا التوافد على شرم الشيخ لتهنئة الرئيس بسلامة العودة واستئنافه مهمات عمله الرسمية والدستورية كرئيس للبلاد.
وقالت مصادر عربية إنّ من المتوقع أن يلتقي مبارك فور عودته إلى مكتبه وبدء ممارسة برنامجه اليومي المعتاد كلاً من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والعقيد معمر القذافي بالإضافة إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والسوري بشار الأسد.
يذكر أن علاقات مصر مع كل من سوريا وقطر توتّرت في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، والعدوان على غزة في أول العام الماضي، وازدادت تعقيداتها في ملف المصالحة الفلسطينية الذي تحمّل القاهرة دمشق مسؤولية تعثّره.