يرغب في محادثات مع سوريا... ويرفض تمديد تجميد البناء الاستيطاني محمد بدير
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اهتمامه باستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، لكنه رأى أن السوريين يسعون إلى تحسين صورتهم في العالم عندما يتحدثون عن السلام. وقال نتنياهو، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس، «توجد آراء مختلفة حيال نوايا السوريين الدخول إلى محادثات سلام مع إسرائيل، وواضح من جانبنا أننا مهتمون باستئناف المفاوضات مع دمشق، لكنهم يعملون فقط من أجل تحسين صورتهم الخارجية في العالم».
ولفت نتنياهو إلى أن تركيا غيّرت موقفها من إسرائيل، ولهذا السبب ليست حالياً على رأس سلم الأولويات الاسرائيلي لتضطلع بدور الوسيط في هذه المفاوضات.
كذلك تطرق نتنياهو إلى محادثاته مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بشأن سياسة التعتيم على برامج وترسانة إسرائيل النووية. وقال إنه كان من المهم أن يقف أوباما إلى جانب إسرائيل، ويؤكد الموقف التقليدي للإدارة الأميركية بهذا الشأن. وأوضح أنه لا تغيير في سياسة الولايات المتحدة من هذه المسألة، وأنّ أوباما اعترف بأن «إسرائيل في وضع خاص بسبب التهديدات، وبسبب تاريخها، ومن الواضح أنها بحاجة إلى أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها أمام مختلف التهديدات». وعدّ هذا الموقف تطوراً مهماً جداً بالنسبة إلى إسرائيل.
وفي الموضوع الفلسطيني، اتهم نتنياهو «جهات إسرائيلية» داخلية بمحاولة تخريب المفاوضات مع الفلسطينيين، تزامناً مع اتهامه الفلسطينيين بالتهرب من المفاوضات، وتشديده على استعداد تل أبيب للشروع في مفاوضات مباشرة معهم الأسبوع المقبل.
وأوضح نتنياهو أن «هناك من يخرب بطريقة منهجية الدخول إلى المفاوضات، سواء في الجانب الفلسطيني أو جهات غير متحمسة (للمفاوضات) في العالم وداخل إسرائيل». وأضاف «ليس كل هذه الجهات موجودة خارج إسرائيل، وأنا لا أقصد زملاء لي من أحزاب الائتلاف والأحزاب اليمينية».
ورفض نتنياهو التوسع في توضيح من يعنيه بهذه التهمة، إلا أنه أشار إلى استعداده لذلك أمام اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الخارجية والأمن التي تكون نقاشاتها سرية ومغلقة، خلافاً لنقاشات اللجنة الأم، التي غالباً ما تكون منبراً لإطلاق المواقف والرسائل السياسية نظراً إلى علنيتها. وقال «إذا دعوتموني إلى اللجنة الفرعية، فإن ذلك سيكون مثيراً جداً».
وقدّرت محافل سياسية داخل الكنيست أن تكون الجهات التي قصدها نتنياهو باتهاماته شخصيات من حزب كديما. وفي ما يشير إلى صحة هذا الاحتمال، جاء الرد على تصريحات نتنياهو من أحد أعضاء الحزب نفسه. فقد هاجم يوحنان بلاسنر، الذي شارك في اجتماع اللجنة، نتنياهو متهماً إياه بمحاولة اللعب بحرب اتهامات عوضاً عن تحمّل المسؤولية عن عدم الشروع في المفاوضات.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعداد حكومته للشروع في المفاوضات المباشرة ابتداءً من الأسبوع المقبل، متهماً السلطة الفلسطينية بالتهرب من هذا الأمر. وإذ أشار إلى وجود تفاهم مع الولايات المتحدة على ضرورة الانتقال الآن وبدون تأجيل إلى المفاوضات المباشرة، انتقد الطرف الفلسطيني، الذي «يسعى إلى دفع الدول العربية إلى تقييده لتوفير الذرائع لعدم البدء في المفاوضات».
وفي ما يشبه الرد على مطالبة الفلسطينيين بمواقف واضحة في قضيتي الأمن والحدود كشرط للدخول في مفاوضات مباشرة، قال نتنياهو إن إسرائيل «يمكن أن تطرح مطالبها ومصالحها الأمنية فقط في المفاوضات المباشرة».
وتطرق نتنياهو، خلال اجتماع اللجنة، إلى تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، مشدداً على أن قرار التجميد محدود ضمن فترة زمنية محددة. وقال «لقد أعلنّا التجميد لعشرة أشهر من أجل أن يدخل الفلسطينيون في مفاوضات مباشرة، وحتى الآن مرت سبعة أشهر ونصف شهر ولم يفعلوا ذلك». وأضاف «والآن هم يريدون المزيد (من التجميد). هذا أمر غير منطقي».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، خلال جولة قام بها أمس في عدد من المستوطنات، أن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لن يستمر بعد نهاية شهر أيلول المقبل.
وفي رد على اتهامات نتنياهو، أعاد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، عقب لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، تأكيد موقفه لضرورة وجود «مرجعية واضحة ومحددة للمفاوضات المباشرة»، رافضاً تفسير موقفه بأنه تهرّب. وقال «تحدثنا عن هذه المرجعية بكلمتين، حدود عام 1967 ووقف الاستيطان، وعندها تكون المفاوضات المباشرة ممكنة وممكنة جداً».
وأكد عباس أنّ الاجتماع مع الملك الأردني «يأتي في إطار التنسيق المشترك قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية بخصوص تقويم المفاوضات مع إسرائيل».

عريقات: المطلوب من لجنة المتابعة إعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة

ووفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، حض الجانبان إسرائيل على وقف «جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، وخصوصاً بناء المستوطنات وهدم البيوت ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين».
وفي السياق، استبعد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن يجري الخروج بمواقف تدعو إلى مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين خلال اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية، الذي سيُعقد الخميس المقبل في القاهرة، بالرغم من الضغوط الأميركية المكثّفة على الرئيس الفلسطيني.
وأعاد عريقات التوضيح في تصريح نشرته صحيفة «الوطن» أنّ المطلوب «من اللجنة ليس تقويم المحادثات غير المباشرة، بل إعطاء فرصة حتى انتهاء فترة الأشهر الأربعة التي حُددت لهذه المحادثات في الثامن من أيلول المقبل حتى تأتي الإدارة الأميركية بمرجعية واضحة». من جهته، رأى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن أيّ مفاوضات مع إسرائيل تحت أيّ مبررات ستشجّعها على التجرؤ على الدم الفلسطيني و«الأرض والمقدسات». وشدد على أن «قبول أبو مازن مقايضة المال بالمواقف السياسية، وتسويقه للدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو بمثابة منزلق خطير تنزلق فيه السلطة الفلسطينية مجدداً». ورأى أن «أيّ غطاء من أي طرفٍ لهذه المفاوضات، يعدّ بمثابة مكافآت وهدايا لحكومة الاحتلال على جرائمها، وقوارب نجاة لإخراجها من أزمتها وورطتها الداخلية والخارجية، وتحديداً بعد مجزرة أسطول الحرية».