فيما تتضاءل دروس فلسطين في مناهج غير معنيّة أكثر فأكثر بقضيّتها، بعضهم مقررات يدرّسونها للطلاب من خارج المنهاج، ونصب أعينهم الخوف من أن تمحى فلسطين من عقول أولادها
عبد الكافي الصمد
في خطوة تهدف إلى تفعيل العمل وتقدّمه في مجال تسريع إعادة إعمار مخيم نهر البارد، اتخذت الشركة المتعهدة المشروع (الجهاد للبناء) خطوات لتعويض التأخير الذي حصل في الفترات الماضية، من خلال تأكيدها وفق بيان أصدرته الأونروا على «دفع أجور العمل الإضافي للعمال، وزيادة الأجور وتشغيل ورش عمال إضافية في مشروع الإعمار».
هذه الخطوات التي تتابعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،الأونروا، جاءت في موازاة عقدها اجتماعات دورية مع الشركة المتعهّدة لتسليم الرزمة الأولى من أصل 8 رزم يتكوّن منها المخيم وفق خطة إعادة إعماره، نهاية السنة الجارية وفق الموعد المحدد. كما ظهر أثر هذا التنسيق والتعاون أيضاً من خلال مباشرة العمل ببناء الطبقة الرابعة في إحدى بلوكات الرزمة الأولى، وهي الطبقة الأخيرة من البناء حسب الخرائط.
وفيما ينتظر بدء الأشغال في الرزمة الثانية موافقة وزارة الثقافة على ذلك، بعد موافقتها المسبقة على عملية طمر آثار مدينة أرتوزيا الرومانية التي اكتشفت في موقع الإعمار، عاود فريق التصاميم التابع لقسم الهندسة في الأونروا إلى التعاون مرة جديدة مع «هيئة العمل الأهلي لإعادة إعمار مخيم نهر البارد»، بعد توقف امتد لأشهر، بسبب اللغط الذي دار حول عمل الهيئة في السابق، واحتجاج الأهالي على موافقتها على تصاميم الخرائط ومساحات البيوت، وذلك بهدف إنهاء تصاميم الرزمة الرابعة في أقرب وقت، في موازاة دعوة الأهالي إلى لقاء يوم السبت المقبل في مقر الهيئة داخل المخيم، لإطلاعهم على الخرائط والتصاميم، تمهيداً لتسليمها إلى المتعهد قبل مباشرته العمل فيها.
في غضون ذلك، أعلنت الأونروا أنها ستجتمع مع اللجنة الشعبية والمؤسسات المحلية قبل ظهر اليوم الاثنين في مكاتبها في المخيم، من أجل تقديم شرح حول مسح الفقر الذي سيجريه قسم الشؤون الاجتماعية في كل لبنان، وهو مسح شامل سيأخذ في الاعتبار جميع العوامل المحتملة التي يمكن أن تسببها الظروف الاقتصادية الصعبة للأسر اللاجئة، مثل الفواتير الطبية، وفقدان العمل، والدراسة والتعليم، وعدد أفراد الأسرة التي يجب دعمها وغير ذلك.
وأوضحت الأونروا في بيانها بهذا الخصوص أن «الأسر التي سيشملها المسح لن يُكشف عن هويتها وأسماء أفرادها، وأنه بعد إجراء المسح ستقوم الأونروا بتحديث تحليلها للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، ما يسمح بتعديل تدخلات الإغاثة التي تقدم للأهالي». وأعلنت الأونروا أنها ستعقد اجتماعاً مماثلاً مع الأهالي في مدرسة المجدل في مخيم البداوي، في التاسع عشر من شهر تموز الجاري، لشرح المزيد من النقاط حول طريقة المسح.
إلى ذلك، وفيما أعلنت الأونروا أن المفوض العام للوكالة فيليبو غراندي زار اليابان أخيراً «للحصول على دعم الأونروا عموماً، وإعادة إعمار مخيّم نهر البارد خاصة»، استقبلت وحدة الأونروا في الشمال مدير قسم الشرق الأوسط في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، ماتسو ناغا، أعقبه عقد لقاء في مقر اللجنة الأهلية بين المسؤول الياباني والأهالي، جرى النقاش فيه «حول قضايا عديدة ومشاكل يعانيها أهل المخيم في مجال إعادة إعماره»، قبل أن يزور المسؤول الياباني مدرسة مؤقتة موّلت بلاده إعمارها، ثم زار موقع الإعمار في الرزمة الأولى، ومساكن الإيواء المؤقت في العقار 755 الذي مولت اليابان أيضاً إعادة إعماره.


اعتصام

اعتصم عدد من أهالي البارد والبداوي أمس بدعوة من لجنة نازحي مخيم البارد أمام مكتب الأونروا في البداوي ووجّهوا مذكرة للمدير العام للأونروا سلفاتوري لومباردو، طالبوه من خلالها بالضغط على الحكومة اللبنانية لإقرار الحقوق الإنسانية وتخفيف الإجراءات الأمنية المتّبعة وتحسين خدمات الإغاثة والصحة.
كذلك، دعت المذكرة إلى «توفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار البارد ودفع التعويضات لأهالي المخيم ورفع قيمة بدل الإيجار لتتناسب مع غلاء المعيشة وإيجارات الشقق السكنية».