Strong>وحدها الساعات المقبلة ستكشف ما إذا كان نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، قد نجح في المهمة العراقية التي فشل فيها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمانحطّ نائب الرئيس الأميركي، مسؤول الملف العراقي في إدارة الرئيس باراك أوباما، جوزف بايدن في بغداد بعد ظهر السبت، في مهمة محددة وطارئة إلى درجة أنها كانت غير قابلة للتأجيل، وهو ما دفع به إلى إحياء عيد استقلال بلاده (الرابع من تموز) في أرض الرافدين مع جنوده، بالتزامن مع زيارة مماثلة قام بها وفد من الكونغرس الأميركي إلى عاصمة الرشيد، في ما بدا أنه ضغط أميركي شديد على القادة العراقيين لتسهيل تأليف حكومة جديدة.
بدا بايدن متفائلاً رغم أنّ «العراق في وضع يبدو من الصعب جداً بموجبه تأليف الحكومة من جهة، لكن هذه هي السياسة المحلية». وفيما رأى أنّ «الأمر لا يختلف كثيراً عن أي حكومة في أي بلد آخر»، عاد وأعرب عن أنه «متفائل بشدة بالنسبة إلى تأليف حكومة تتمتع بصفة تمثيلية». ولهذا الهدف عقد اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي، والفائز الأول في انتخابات السابع من آذار، إياد علاوي. اجتماعان بدا واضحاً أن الهدف من ورائهما إقناع الرجلين بالحل الأميركي الذي تعمل واشنطن لإنجاحه، وهو اتفاق علاوي والمالكي على تأليف حكومة معاً.
ورغم التعثر، الذي لا يزال مسيطراً على محادثات الرجلين، طمأن السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل أنّ مفاوضات المالكي وعلاوي «لا تزال في مراحلها الأولية».
وظل اجتماعا بايدن مع المالكي وعلاوي بعيدين عن الإعلام، وكان لافتاً أن اللقاء مع علاوي حصل في منزل القيادي في «القائمة العراقية»، نائب رئيس الوزراء، رافع العيساوي، في المنطقة الخضراء.
مقتدى الصدر والمجلس الأعلى يندّدان بالضغوط الأميركية
وفي السياق، شدّد وفد رباعي من مجلس الشيوخ، برئاسة جون ماكاين وعضوية جو ليبرمان وآخرين، على ضرورة أن تعكس الحكومة العراقية الجديدة «نتائج الانتخابات وإرادة الشعب». واعترفت مصادر في الوفد بلقاء النواب الأميركيين بكل من رئيسي الجمهورية والوزراء المنتهية ولايتيهما جلال الطالباني ونوري المالكي، إضافة إلى علاوي. وطمأن ماكاين إلى أنه «في الاجتماعات التي عقدناها لم نكن في صدد اختيار مرشحين، فالكونغرس أوصى بالإسراع في تأليف الحكومة». وندّد كل من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والقيادي في «المجلس الإسلامي العراقي الأعلى» صدر الدين القبانجي بهذه الضغوط الأميركية. وقال الصدر، في بيان، «أنصح (رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري) المالكي و(رئيس الوزراء الأسبق) إياد علاوي بعدم السماح للمحتل بالتدخل، بل يكون اجتماعهم من أجل تطبيق الأجندة العراقية لا الأميركية».
وأضاف الصدر «أدعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب أو الترشيح لأن يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح أو الأصلح، فإن إطالة تنصيب هذا المركز فيه مفسده»، في إشارة إلى رفضه تولي المالكي المنصب مرة ثانية.
وطالب الصدر البرلمان بـ«السعي إلى إيصال كل من لا يكون ديكتاتورياً ولا متحزباً ولا أميركياً ولا بعثياً ولا عدواً للشعب العراقي، وإلا كان مقصراً أمام الشعب».
من جهته، قال القبانجي إن حضور بايدن إلى العراق «يجب ألا يمثّل أيّ مساس بالإرادة العراقية بشأن تأليف الحكومة وعبور الأزمة». وأشار إلى أن «تأليف الحكومة يجب أن يكون بعيداً عن الضغوط الأجنبية الدولية والإقليمية، في وقت يؤمن فيه العراق بسياسة التعايش الإيجابي مع الجميع».
(الأخبار، أ ب)