أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي اختتم جولته اللاتينية وانتقل إلى إسبانيا، أن الهدف من جولته على القارة اللاتينية هو تطويق محاولات تحويل أميركا اللاتينية إلى دول محايدةبدأ الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، زيارة عمل لإسبانيا، بعد اختتام جولة على أميركا اللاتينية شملت الأرجنتين والبرازيل وكوبا وفنزويلا.
ومن المتوقع أن يجري الأسد محادثات مع الملك الإسباني خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو بشأن توسيع آفاق العلاقات الثنائية وتعزيزها بمختلف المجالات من خلال متابعة تنفيذ الاتفاقيات التي وُقِّعت أثناء زيارة ثاباتيرو لدمشق في تشرين الأول الماضي، إضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية.
وتأتي زيارة الأسد لإسبانيا بعدما أنهى جولته على عدد من دول أميركا اللاتينية بزيارة الأرجنتين، حيث يقطن مليونا ونصف مليون أرجنتيني من أصل سوري. وكانت الزيارة مناسبة لتوقيع اتفاقات في مجالات النقل والثقافة. وفيما عبّرت الأرجنتين عن التزامها بمطلب استعادة الجولان السوري المحتل وبناء الدولة الفلسطينية وخطة السلام العربية، دعم الرئيس السوري الأرجنتين في نزاعها مع بريطانيا على سيادة جزر «المالوين»، قائلاً: «نحن نسمّيها مالفيناس لا فولكلاند».
كذلك دعا الرئيس السوري إلى دعم الاتفاق المتعلق بتبادل اليورانيوم الذي وقعته البرازيل وتركيا مع إيران، بعدما وصفه من البرازيل بأنه «عنصر أساسي لحل المشكلة بدون نزاع».
وأكد الأسد، خلال لقاء جمعه بالجالية السورية في الأرجنيتن، أن الهدف من جولته على عدد من دول أميركا الجنوبية «بناء علاقة بين دول مستقلة» و«الاستفادة من الجالية بتقوية العلاقة بين أميركا الجنوبية وسوريا».
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه في هذه الجولة «كان واضحاً أن هناك معرفة بتفاصيل مشاكلنا وبوقوفهم موقفاً مطابقاً تماماً لموقفنا». وأضاف: «لم أكن بحاجة إلى شرح مواقفنا، بل كنت أحياناً أسمع مواقف أكثر وضوحاً وقوة من مواقفنا تجاه قضايانا».
وأوضح الأسد أن «خطأنا نحن العرب هو أنه عندما تسير الأمور جيداً، فإننا نرتاح لا نتحرك، لكني أعتقد أننا الآن بحاجة أكثر للحركة من ذي قبل كي لا نخسر ما ربحناه على مدى أكثر من مئة وخمسين عاماً، ولا سيما مع وجود محاولات لكي تتحول أميركا اللاتينية إلى دول محايدة لا تهتم بما يحصل في الشرق الأوسط، وهذا كان أحد أهداف زيارتي لهذه المنطقة».
وتطرق الأسد، خلال مأدبة غداء أقامتها رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر للوفد السوري، إلى موضوع السلام في الشرق الأوسط قائلاً: «على أرض الواقع لا نرى هذا السلام قريباً في المرحلة المقبلة لأن الردود الإسرائيلية كانت معاكسة، بدليل شنّ إسرائيل عدوانها على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة».
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «كلارين» الارجنتينية، اعتبر الأسد أن الولايات المتحدة «ضعيفة» للغاية لإنجاح عملية سلام في الشرق الأوسط، داعياً إلى اقامة منطقة منزوعة السلاح النووي في هذه المنطقة.
وجاء في المقابلة أنّ «تجربتنا مع الولايات المتحدة تفيد بأن هؤلاء عاجزون عن إدارة عملية سلام حتى النهاية»، جازماً بأنّ «الثقل السياسي الأساسي لبعض دول الشمال، مثل أوروبا أو الولايات المتحدة، تغير، وانتقل إلى دول أخرى في جنوب العالم مثل تركيا والبرازيل».
(الأخبار، سانا، أ ف ب)