قُتل 32 شخصاً على الأقل، بينهم عدد من النواب، في هجوم انتحاري شنّته حركة الشباب الإسلامية، على فندق في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة الانتقالية في مقديشو، في تصعيد جديد يأتي تزامناً مع وصول أعداد إضافية من قوات حفظ السلام للانضمام إلى الحكومة في حربها ضد الإسلاميين المتشددين، الساعين إلى فرض سيطرتهم على العاصمة. وتضاربت الأنباء حول عدد النواب القتلى. وبينما أعلنت وزارة الإعلام أن ستة من أعضاء البرلمان كانوا ينزلون في الفندق هم من بين القتلى في الهجوم، كشف النائب الصومالي، محمد حسن، أن المسلحين «قتلوا 15 من أعضاء البرلمان».
من جهته، أعلن نائب رئيس الوزراء الصومالي عبد الرحمن حاج ادب ابي، مقتل ستة من أعضاء في البرلمان، وخمسة موظفين رفيعي المستوى في الحكومة، لافتاً إلى أن الضحايا الآخرين «مدنيون أبرياء سقطوا في هذا الحادث المروّع». بدوره، أكد المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، باريجي با هوكو، أن طفلاً في الحادية عشرة من عمره إلى جانب امرأة كانت تقدّم الشاي من بين القتلى.
كذلك قتل المهاجمان، عندما فجر أحدهما نفسه فيما قضى الثاني بتبادل إطلاق النار مع الشرطة، فيما أُلقي القبض على شخص ثالث يشتبه في تورطه في الهجوم. وأفاد شهود عيان أن مهاجمين يرتديان زيّ القوات الحكومية اقتحما بهو فندق «منى»، وأطلقا النار على الحاضرين.
ويستضيف الفندق، الذي رُمّم أخيراً، العديد من النواب وموظفي الحكومة الانتقالية. ويقع قرب مقرّي الرئاسة الصومالية «فيلا صوماليا» والبرلمان، في منطقة بعيدة عن جبهة المواجهات، ويفترض أن الحكومة الانتقالية الصومالية تضمن أمنها.
لكن مصدراً حكوميّاً طلب عدم الكشف عن هويته، أوضح أن أكثر من 300 من مقاتلي الشباب المسلحين يعتقد أنهم يعيشون في منطقة الجعاب حيث يقع الفندق. وأضاف «يتنكّرون في زي مدني، ويديرون أعمالاً تجارية صغيرة ويعملون في مطاعم ومحال مختلفة».
وفي أول رد فعل حكومي على الحادث، رأى وزير الإعلام الصومالي، عبد الرحمن عمر عثمان، أن المهاجمين «ليست لديهم دوافع أخرى غير ترويع الشعب الصومالي». وأضاف «هذا العمل المؤسف في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان، يظهر وحشية وعدم احترام للبشرية».
وجاء الهجوم بعد يوم من إعلان المتحدث باسم حركة الشباب شيخ علي محمود راج بدء هجوم واسع النطاق «ضد الغزاة النصارى (في القوة الأفريقية) والحكومة الكافرة».
وفي السياق، أدت المعارك المشتعلة منذ يومين في عدد من أحياء العاصمة إلى مقتل 19 عشر مدنياً، فضلاً عن وقوع 98 جريحاً.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)