strong>بدأت السلطات المصرية أمس مطاردة منفذي إطلاق الصواريخ على مدينة إيلات الإسرائيلية، في وقت تشهد فيه إسرائيل انقساماً لجهة هوية المسؤول عن الهجومرغم ادّعاء القاهرة بأن الصواريخ التي أطلقت باتجاه مدينة إيلات، وسقط أحدها في مدينة العقبة الأردنية، لم يكن مصدرها الأراضي المصرية، وتحديداً سيناء، أكد مصدر مصري رفيع المستوى لصحيفة «إسرائيل اليوم» أن مئات الجنود وأفراد الشرطة المصريين يجرون مطاردة لمنفذي إطلاق الصواريخ.
وحسب المصدر المصري، فإن المشتبه فيهم ينتمون أغلب الظن إلى واحدة من منظمات الجهاد العالمي والقاعدة العاملة في منطقة سيناء، متحدثاً عن اعتقال عشرات البدو للتحقيق معهم بهدف العثور على خليّة من المخربين.
في هذه الأثناء، يتخذ الجانب الأردني الحذر في إحراج مصر، على الرغم من أنه تخلى عن سياسة الإشارة الى أن مصدر إطلاق الصاروخ هو «من خارج الحدود الأردنية» ليحدد للمرة الأولى أنه سيناء المصرية. وقال مسؤول أردني، فضل عدم الكشف عن اسمه، «يمكننا الآن القول ودون تردد إن صاروخ غراد الذي سقط في العقبة جاء من سيناء، والتحقيق أوصلنا الى إثباتات». وكشف عن أن «الأردن لديه شكوك قوية جداً حول هوية المجموعة المسؤولة، لكنه رفض كشف هويتها «حالياً».
في هذه الأثناء، نفى مصدر أمني أردني الأنباء الإسرائيلية عن قيام السلطات الأمنية بتنفيذ حملة اعتقالات طالت العشرات على خلفية الهجوم الصاروخي. إسرائيليّاً، تضاربت التحليلات في الدولة العبريّة حول هوية مطلقي الصواريخ. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن مسؤولين «مهنيين» في إسرائيل يقدرون أن «حماس» هي المسؤولة، وليس خلية تابعة للجهاد العالمي.
وأضافت الصحيفة إن «إيلات، ولكونها منتجعاً سياحياً مهماً، تمثّل هدفاً بارزاً لمنظمتين شرق أوسطيتين، لديهما استراتيجية منظمة وخطط طويلة الأمد، وهما الذراع العسكرية لحماس وحزب الله». وأوضحت الصحيفة أن الذراع العسكرية لـ«حماس» ممنوعة من ممارسة نشاط من داخل قطاع غزة في الشهور الأخيرة بسبب ضغوط تمارسها قيادة «حماس» السياسية، معتبرةً أنه «على ضوء ذلك فإنه ليس أسهل من الخروج من القطاع إلى سيناء مع قذائف صاروخية وإطلاقها من هناك باتجاه إيلات والعقبة والاختفاء». ورأت الصحيفة أنه «بالنسبة إلى إسرائيل فإن هذا ليس هو الوقت المناسب لاتهام الذراع العسكرية لحماس أو حزب الله، لأن ضرب مدينة كبيرة ومركز سياحي يحتم على إسرائيل الرد بشدة وبصورة مؤلمة». وخلصت إلى القول إنه «لأمر جيد أنه يوجد الجهاد العالمي لتحميله المسؤولية».
من جهتها، ربطت صحيفة «هآرتس» بين إطلاق الصواريخ على إيلات والعقبة وبين تنظيمات صغيرة في قطاع غزة، قالت الصحيفة إنها تدور في فلك منظمات الجهاد العالمي.
وأشارت «هآرتس» إلى وجود خمس منظمات كهذه في القطاع هي «جيش الأمة» و«جيش الإسلام» و«جنود أنصار الله»، و«جيش المؤمنين» المعروف أيضاً باسم «القاعدة في فلسطين» والتنظيم الخامس هو «كتائب سيوف الحق الإسلامية». وقالت الصحيفة «وصل نشطاء الجهاد العالمي الى قطاع غزة في الماضي للتدرب والتسلح وعادوا إلى سيناء لتنفيذ عمليات ضد أهداف سياحية في سيناء ومصر، ومن الجائز أن هذه الحالة تكررت هذه المرة أيضاً».
وفي السياق، تحدثت مصادر أمنية إسرائيلية عن وجود صلة وثيقة بين «حماس» وعناصر معادية لإسرائيل تنشط في سيناء.
في سياق متصل، قررت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل مناقشة احتمال تجهيز إيلات أيضاً بأجهزة الإنذار المبكر الخاصة بالهجمات الصاروخية.
وفي الجانب الفلسطيني، اكتفى مصدر رفيع المستوى في «حماس» بالقول إنه إذا اتضح بأن مؤيدي المنظمة أو منظمة مؤيدة للفلسطينيين يقفون وراء النار، فإن الأمر من شأنه أن تكون له آثار شديدة على العلاقات مع مصر، المتوترة على أي حال، فيما نفى الناطق العسكري باسم لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة «أبو عطايا» علاقة فصيله أو أي فصيل تابع للمقاومة الشعبية في القطاع بعملية إطلاق الصواريخ.
دولياً، تواصلت لليوم الثاني على التوالي ردود الفعل المندّدة بالحادث. وأعربت روسيا عن قلقها إزاء تصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن استقرار الوضع في الوقت الحالي يعدّ من المهمات الأساسية لجميع الأطراف لدفع المحادثات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية قدماً وصولاً إلى محادثات مباشرة. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إطلاق الصواريخ على إسرائيل والأردن بـ«العمل المؤسف»، معتبراً أن الهدف من ورائه كما يبدو تقويض مسار المفاوضات الجديد للسلام في الشرق الأوسط. وأوضح كراولي أن الولايات المتحدة «لها شكوك قوية» حيال منفذي الاعتداء، لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، رأى مسؤول الملف الوطني في حزب جبهة العمل الإسلامي الأردنية أن فرضية إطلاق الصاروخ الذي استهدف الأردن من إسرائيل هي «الأكثر منطقية».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)