علي حيدر
تجاوزت أصداء التراجع المتزايد في رغبة الإسرائيليين عن أداء الخدمة العسكرية، الساحة الداخلية الإسرائيلية، إلى وسائل الإعلام الأميركية. إذ تناولت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية هذه الظاهرة من جهة ما تعكسه من اهتزاز ثقة الإسرائيليين بجيشهم، موضحة أن معظم الشباب والشابات في إسرائيل باتوا يفضلون العزوف عن الخدمة في الجيش، ولا يرغبون في الانخراط به، رغم كونها خدمة إجبارية.
ونقلت «واشنطن بوست» عن محللين تفسيرهم لهذه الظاهرة المنتشرة، التي تقلق صانع القرار في تل أبيب، بالقول إن ثقة الإسرائيليين بجيشهم بدأت تهتز وتتضاءل. ونسبت الصحيفة إلى الخبير العسكري في الجامعة المفتوحة البروفيسور ياغيل ليفي، مؤلف كتاب «من جيش الشعب إلى جيش الضواحي»، قوله إن الجيش الإسرائيلي يعرف أن سمعته وهيبته قد تآكلتا وتضاءلتا. ولفتت الصحيفة إلى أن ما يرفع من نسبة المتخلفين عن الخدمة هو ظاهرة اليهود المتزمتين الذين يدرسون في المعاهد الدينية، الذين يحظون بإعفاءات من الخدمة العسكرية، فضلاً عن آخرين تحت مبررات صحية أو إجرامية أو لكونهم يعيشون خارج إسرائيل. وفيما توقعت «واشنطن بوست» أن يصل عدد المُعفَين من الخدمة العسكرية على خلفية دراستهم في المعاهد الدينية إلى نحو عشرين ألفاً بحلول عام 2020، حذر رئيس قسم الأفراد والتخطيط العميد أمير روغوفيسكي من أن التنبؤات في ما سيكون عليه الجيش الإسرائيلي في عام 2020 تنذر بالسوء.
من جهة أخرى، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش يطلب من المجندين في صفوفه، وتحديداً الذين يحملون جنسيات أجنبية مثل إسبانيا، توقيع وثيقة يصرّحون من خلالها بأنهم على معرفة بأن خدمتهم في الجيش الإسرائيلي قد تُفقدهم للجنسية الأخرى غير الإسرائيلية. وأضافت الإذاعة أن كل من لا يوقّع الوثيقة لن يكون بإمكانه الالتحاق بالخدمة العسكرية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي أعد تدريبات لـ14 من ضباط «الإدارة المدنية» تؤهلهم للتعامل مع المجتمع المدني الفلسطيني داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، في حال حدوث أي عملية عسكرية إسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى أن عملية التدريب ستتضمن محاضرات كثيرة عن الإسلام وعن المجتمع الفلسطيني وأسس الصراع، والعمل المكثف على اكتساب اللغة العربية، وفهم طبيعة أعمال العديد من المنظمات الدولية العاملة في المنطقة، إضافة إلى تعميق مفاهيم قوانين الحرب والقانون الدولي.