خاص بالموقع- استأنف شريكا الحكم في السودان إجتماعاتهم أمس للتوصل إلى اتفاق حول عدد من المسائل العالقة المرتبطة باجراء الاستفتاء حول تحديد مصير جنوب السودان. وانعقدت الاجتماعات بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان بحضور المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن، إلى جانب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان هايلي منكريوس، في وقت كان السناتور الأميركي، جون كيري، يواصل محادثاته مع المسؤولين السودانيين بعد زيارة مفاجئة قام بها إلى الخرطوم أول من أمس. واستبق رئيس لجنة حكماء أفريقيا، السيد ثابو أمبيكي، الاجتماعات التي ستستمر حتى الحادي عشر من الشهر الجاري بالتأكيد أنها ستناقش عدداً من الموضوعات علي رأسها قضية أبيي والإجراءات المتعلقة بالإستفتاء في الجنوب وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب إلى جانب المشورة الشعبية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والعلاقات بين الشمال والجنوب بغض النظر عن نتيجة الإستفتاء.
واشار أمبيكي إلى أنه سيتم التطرق كذلك إلى المسائل المتعلقة بالمواطنة وأطر التعاون السياسي والإقتصادي بين الشمال والجنوب وقضية البترول، معرباً عن أمله في أن يصل الطرفان إلى إتفاق خلال هذه الفترة.
كذلك دعا شريكي الإتفاقية إلى التسريع بإيجاد حلول لهذه القضايا بالنظر إلى الوقت القصير المتبقي لإجراء الإستفتاء، مبيناً أن كلا الطرفين يحاولان تقديم مقترحاتهما للوسطاء.
في غضون ذلك، أعلن كيري أنه سلم أمس «خارطة طريق» من أجل حل الخلافات بين شمال البلاد وجنوبها قبل استفتاء قد يؤدي الى انقسامها. وقال كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي «طلب مني الرئيس (الاميركي باراك) اوباما الحضور إلى هنا مع مبعوثه الخاص (سكوت) غرايشن ومستشارة البيت الابيض لشؤون الأمن ميشيل غافين لطرح اقتراحه الخاص».
واضاف امام الصحافيين في جوبا كبرى مدن جنوب السودان، «اقترح الرئيس اوباما خارطة طريق لحل (مسألة) ابيي وغيرها من المسائل»، من دون أن يقدم تفاصيل اضافية حول خارطة الطريق.
وتأتي تصريحات كيري بعد يوم واحد من اجرائه مباحثات مع كبار مسؤولي نظام البشير في مقدمتهم نائب الرئيس علي عثمان طه إلى جانب المستشارين الرئاسيين نافع علي نافع وغازي صلاح الدين.
وكان صلاح الدين الذي يتولى ملف دارفور أوضح اول من أمس بعد لقائه كيري أن الاجتماع تطرق إلى ضرورة اتباع الادارة الاميركية الخط الصحيح فى دعم السلام فى السودان، وأن تتوافق الأقوال مع الافعال ولا سيما فيما يطرح من قبل الجانب الاميركي فى توثيق العلاقات بين البلدين.
وأشار صلاح الدين إلى أن المباحثات تناولت أيضاً قضية أبيي، مشيراً إلى أنها تشكل محوراً رئيسياً فى تحقيق السلام. واعتبر أنها تحتاج إلى أن ينظر إليها بموضوعية مع مراعاة حقوق المواطنين كافة وعدم تعميق الانقسام الداخلي فى المجتمع من خلال قرارات غير مدروسة.
في هذه الأثناء، أنهى الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس زيارة استمرت يومين إلى الدوحة أجرى خلالها مباحثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خلفية آل ثاني، تركزت حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع بدارفور ومسار تنفيذ إتفاقية السلام الشامل والاستعدادات الجارية لمرحلة الاستفتاء على مصير جنوب السودان.
وأشاد البشير قبيل عودته إلى الخرطوم بالجهود التي يبذلها الوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي بدارفور جبريل باسولي إلى جانب وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر، أحمد بن عبد الله آل محمود، لإيجاد حل سلمي لقضية دارفور وبالدعم اللامحدود الذي تقدمه دولة قطر للوساطة وللمتفاوضين.
إلى ذلك، اتهمت الاستخبارات السودانية عاملين باذاعة «دبنقا» المسجلة في هولندا والتي تركز على شؤون دارفور، بالعمل لحساب المتمردين بالاقليم ولحساب المحكمة الجنائية الدولية التي تسعى لاعتقال الرئيس السوداني.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن مصدر أمني قوله إن ما تقوم به إذاعة» دبنقا»، والتي داهمت الشرطة مكتبها بالخرطوم الأسبوع الماضي، «عمل عدائي ضد البلاد يرتكز على تحريض المواطنين وإجهاض الحل السلمي». وأضاف المصدر «معظم العاملين بالإذاعة من الذين ينتمون للحركات المسلحة ويعملون لصالح المحكمة الجنائية».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)