باسل عباهرة ــ عرابة البطوف
يوم الأرض في ذاكرتنا هو يوم وطني بامتياز، فيه ومن خلاله نرى الاستعمار الصهيوني كمشروع أتى على حساب حقنا في هذه الأرض. يوم الأرض عبارة عن صرخة بالاستعداد للمواجهة الدائمة مع المشروع الصهيوني وسياساته الاقتلاعية، من المصادرة والتهجير والهدم، ومحاولة تشويه الهوية الوطنية للفلسطينيين في الداخل. أمّا التطبيع مع كيان غاصب يقتل ويهدم ويُصادر على مدار الساعة، فما هو إلّا غطاء لهذا الكيان وسياساته. ببساطة، التطبيع مشروع خياني ليس فقط للقضية والشعب الفلسطيني، بل وللأمّة العربية ومشروعها التحرري ولأحرار العالم المناصرين لقضيتنا.

ثائر عتايقة ــ النقب
يوم الأرض هو اليوم الذي يتجدّد فيه العهد مع الأرض والدفاع عنها، في ظلّ النكبات التي تراكمت على شعبنا وما زالت مستمرّة حتى هذا اليوم، وبالأخصّ في النقب، حيث قامت هذه الدولة خلال عام واحد بهدم ما يقارب الـ3000 بيت، واعترفت بثلاث قرى على مساحة 2800 دونم، مقابل مصادرة 13000 دونم، وأعلنت إقامة ثلاث مستوطنات لليهود المتديّنين. لقد مرّ النقب بمحاولات عديدة لسلخه، إلّا أنه في كلّ مرّة، تكتشف إسرائيل أنها لم تستطع أن تخلق البدوي الإسرائيلي، وأن هنالك عرباً صامدين على أراضيهم.

هناء الطاهر ــ الناصرة
يوم الأرض هو نموذج نضالي وثوري، كما الانتفاضتَين الأولى والثانية، وكما الكثير من الهبّات الفلسطينية والتي كانت أحدثها هبّة الكرامة في أيار 2021. وباعتقادي، على الفلسطينيين وكلّ الشعوب المُضطهدة تبنّي هذا النموذج الذي لا مُساومة فيه ولا تنازُل ولا تشويه للثوابت الوطنية، حتى تحرير الأرض الفلسطينية كاملة من الاستعمار الصهيوني، ونَيل الفلسطينيين حريتهم. أمّا بخصوص التطبيع، فما كان خَفيّاً تحت الطاولة أصبح فوقها، وما هذا إلّا دليل على أن كلّ مخططاتهم التآمرية السابقة باءت بالفشل. وبرأيي، لا فرق بين تطبيع وآخر، وأوّل من وافق على التطبيع وفتح الباب على مصراعيه أمامه، هو قيادة «أوسلو» الفلسطينية عبر الاتفاق المشؤوم، و«التنسيق الأمني».

عمر سعدي ــ عرابة البطوف
في سنة 1976، كانت تلك الهبّة البطولية للجماهير العربية التي اندفعت مساء يوم 29 آذار لصدّ قافلة مؤلّلة من الجنود وحرس الحدود والشرطة، والتي بفضلها ارتدّت السلطات الغازية على أعقابها، ليلاحق الشباب القافلة إلى خارج القرية، وينتشروا بين أشجار الزيتون، ويرجموا أفرادها. لقد سقط شهيد يوم الأرض الأول، خير ياسين، أمام ناظريّ، بعد أن دبّ الحماس فيه، فخلع قميصه وتقدّم نحو أفراد من الجيش بحجارته، حتى أصابته رصاصات الغدر في كتفه، ليرتقي شهيداً ويلتحق بأشقائه الثلاثة الذين كانوا قد سبقوه، ولتظلّ كلمات المرأة العرابية التي رثته، صادحة إلى اليوم وهي تقول:
يا غراب البين بالله عليك قلي
شو عملو ذول في خلي وولْدِي
يا ناس لا تهابوهن يا حرية طلّي طلّي
أرض المل غالية حترجع لنا ميّة الميَة

هديل زطمة ــ الناصرة
يوم الأرض ليس مجرّد ذكرى، وإنّما هو الماضي الذي عانى منه شعبنا، وهو الحاضر الذي لم ينقطع. كلّ يوم ينقضي هو يوم أرض، فالأحداث هي نفسها، إن كان في الداخل أو في الضفة وغزة، وهي هدم البيوت، ومصادرة الأراضي والممتلكات، والتعدّي على شعبنا بأساليب وحشية. وهي ممارسات عدوانية تحرّكنا كجيل شابّ لكي نحتجّ ونطالب بحقنا الوجودي، ونوصل رسالتنا وقضيتنا إلى العالم. لكن كلّ احتجاجنا يتمّ قمعه في اللحظة التي نسمع فيها أن دولة عربية وضعت يدها بيد إسرائيل، بهدف السلام المزيّف، والذي لا يخدم شعبنا وآلامه.

مالك عبيدات ــ القدس
يوم الأرض هو البوصلة التي أعادت الصراع الفلسطيني الصهيوني إلى الواجهة، ووحّدت الأقطار المتفرّقة، وأكدت أن فلسطينيّي الداخل هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، كما زادت من الوعي لدى الأجيال القادمة بأن الدولة التي يتمّ التسويق لها هي دولة احتلال، وتستهدف كلّ مكوّنات الشعب الفلسطيني. وبالنسبة إلى التطبيع، فهذه الاتفاقيات تخدم الأنظمة العربية التي تسعى لإنهاء القضية الفلسطينية حتى يتسنّى لها تثبيت نفسها، وهي تعبّر فقط عن رأي شريحة صغيرة جدّاً من شعوبنا العربية، ولا يمكن أن يكون لها أيّ دور في تقليل التضامن مع قضية فلسطين.

أماني إبراهيم ــ سهل ابن عامر
التمسّك بالأرض والمواجهة لأجل الحفاظ عليها، هما جزء من الحفاظ على بقائي في وطني، على رغم أنه أصبح أرضاً محتلّة يسكنها الأغراب، وتحت سيادة سياسية تنفي وجوده. ولذا، لا تقتصر أهمية اليوم على كونه المواجهة الأولى والمباشرة بين أصحاب الأرض والمحتلّ، بل بوصفه منطلقاً لمرحلة مختلفة، أدرك فيها المحتلّ أن هذا الشعب لم ولن ينسى حقّه في أرضه، على رغم كلّ مخطّطات الأسْرلة. لقد حدث يوم الأرض تماماً بعد شعور بالنكسة، وفي ظلّ حُكم عسكري لسنوات بهدف عزل الفلسطينيين المتبقّين في أرضهم، وكذلك اليوم، تمرّ الذكرى وسط مشاريع مستمرّة للسيطرة على الأرض وسلب الإنسان انتماءه، بل ومحاولات تصفية للقضية الفلسطينية، لتكون رسالة بضرورة الاستمرار في المواجهة، ومن ضمن ما تتمّ مواجهته، مشاريع التطبيع وكلّ من التحق بركبها.

أنس حمد الله ــ طولكرم
يوم الأرض هو يوم فيه تجديد وتشديد على الهوية الفلسطينية الموحّدة، وفي كلّ أماكن تواجد الشعب الفلسطيني. فالحدث التاريخي بدأ في الداخل، ومن ثمّ انطلق إلى كلّ الأراضي الفلسطينية. وبعد تحرير فلسطين، يجب أن تبقى ذكرى هذا اليوم راسخة. أمّا مشاريع التطبيع الناعم فكلّها مشاريع خيانة للأمة والهوية، وليست خيانة لفلسطين وحدها.

عوض دراوشة ــ عرابة البطوف
كان يوم الأرض بمثابة انتفاضة على الوضع المحبط لفلسطينيّي الداخل بعد الاحتلالَين البريطاني والعثماني. وكشاهد على تلك الفترة، شباب عرابة البطوف أطلقوا الشرارة الأولى ليوم الأرض. في الـ28 من آذار، بدأت أرتال من المجنزرات وحاملات الوقود تجوب شوارع القرية. وفي الـ29 منه، احتلّتها قوات الاحتلال، ومنعت التجوّل فيها، قبل أن تندلع مواجهات مع الأهالي، أجبرت العدو على الخروج في نهاية المطاف، إذ في مواجهة قيام الشباب بإشعال الإطارات في الشوارع، ومحاصرة الجنود، عمدت قوات الاحتلال إلى إطلاق النار على الأهالي، ليعقب ذلك لقاء بين قائد المنطقة الشمالية، رافائيل إيتان، ورئيس مجلس القرية، المرحوم محمود نعانة، الذي طالب الأوّل بسحب قوّاته من مثلث سخنين - عرابة - دير حنا، وإطلاق سراح المعتقلين، مقابل فكّ الحصار عن فرقة المدرعات، وكانت المفاجأة أن قَبِل الجنرال، الذي كان هدّد بهدم القرية، بتلبية هذين الشرطَين، ليطالب عندها وفد المجلس الشباب بالكفّ عن رمي الحجارة وإزالة الإطارات الملتهبة.

منى سبابوه ــ رام الله
يوم الأرض هو يوم خالد وباقٍ في وجداني، مع أنّني لم أشهد أحداثه، إلّا أنّني تعلّمتها. ويجب أن تأخد الذكرى صدًى أبعد من المهرجانات الخطابية، وأن تكون يوماً للمواجهة في كلّ أماكن تواجدنا. وبخصوص التطبيع، أرى أن السلطة الفلسطينية هي مَن سهّلت في البداية، وأنها مسؤولة عن كلّ ما حصل، لكنْ لديّ إيمان بأن ما يحدث هو كابوس، وسيأتي اليوم الذي نزيل فيه وجوه المهزومين من لوحتنا.