وضعت رابينو إصبعها في عين ترامب بعد الفوز بكأس العالم
بعيداً عمّا تقوم به داخل الملاعب، تُعرف رابينو كشخصية مُثيرة للجدل بسبب مواقفها وتصريحاتها. فخلال نهائي كأس العالم ضد فرنسا، أصرّت لاعبة نادي رين الأميركي على عدم وضع يدها على قلبها خلال عزف النشيد الوطني الأميركي قبل بدء المباراة، احتجاجاً على التفاوت العرقي في نظام العدالة الجنائي ووحشية الشرطة الأميركية في التعامل مع المواطنين أصحاب البشرة السمراء. وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بذلك، حيث جثت على ركبتيها خلال مشاركتها مع المنتخب الأميركي عام 2016 ورفضت ترداد النشيد الوطني للسبب نفسه. إلا أنّ الأمر لم يقتصر على ذلك، إذ أوضحت اللاعبة اعتراضها على سياسات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب العدائية ومواقفه العنصرية من خلال رفضها زيارة البيت الأبيض بعد الفوز بكأس العالم. وجرت العادة بأن يستقبل الرئيس الأميركي اللاعبين والفرق الرياضية الأميركية الذين يحققون إنجازات عالمية في إجراء تقليدي متبع منذ سنوات. من جهته، رد ترامب حينها على رابينو عبر سلسلة تغريدات على تويتر داعياً إياها إلى عدم «تقليل احترام» الوطن، قائلاً: «عليكِ أولاً أن تفوزي قبل أن تتفوّهي بالكلام! عليك أن تُنهي المَهمة!» أي إحراز اللقب العالمي. وبالفعل، فقد وضعت رابينو إصبعها في عين ترامب من خلال قيادتها المنتخب الأميركي للظفر بالمركز الأول في البطولة، لتُسكت بذلك كل منتقديها. إلى جانب ذلك، تصدّرت اللاعبة الأميركية دعوى التمييز الجندري التي رفعتها لاعبات المنتخب الأميركي في ما يتعلق بعدم المساواة في الأجور وظروف العمل بين اللاعبات واللاعبين، منتقدةً سياسة الاتحاد المحلي للّعبة ومعلنةً عن مطالبها بتغيير النظام المعتمد والظالم في حقهنّ.
هكذا أضحت بطلة العالم من أبرز الوجوه الرياضية التي تستخدم موقعها لرفع صرختها للدفاع عن المبادئ التي تؤمن بها. رابينو التي لطالما استغلت المؤتمرات الصحافية الروتينية للدفاع عن الأقليات العرقية، حقوق النساء، المهاجرين والمثليين، أعادت التأكيد على مواقفها وكرّرت مطالبها في خطابها الذي ألقته أثناء تسلمها جائزتها الأخيرة في ميلانو، داعيةً إلى إجراء تحركات حقيقية ضد الأحداث العنصرية التي تعكّر صَفو المباريات. بذلك، سجلت رابينو نفسها من جديد كرائدة في الكفاح من أجل تحقيق المساواة وبسط العدالة في اللعبة التي فرضت حضورها فيها داخل الملاعب وخارجها.