وبطبيعة الحال، مسألة نجاح المنتخب أبعد من أي حسابات ضيّقة، وهي المسألة التي ستكون على طاولة لجنة المنتخبات في اجتماعها مع رئيس الاتحاد بعد ظهر الاثنين (الساعة 15.00). جلسة وصفها جبرايل بأنها ستكون لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة الموضوعة للفترة المقبلة، حيث سيكون المنتخب مدعواً للانخراط في معسكر في صربيا من 11 إلى 25 آب المقبل، بعده يخوض دورة في بولونيا من 27 آب إلى 1 أيلول، تليهما دورة في الفيليبين من 11 إلى 13 أيلول.
أهمية هذه التواريخ المذكورة تبدو كبيرة جداً، إذ إن معسكر صربيا سيشكّل الانطلاقة الفعلية لبدء التحضيرات الجديّة، وعدم الذهاب إليه سيعطّل الخطة الموضوعة من قبل المدرب، إذ هناك استحالة لأن ينخرط اللاعبون في حصص تدريبية بمعدل مرتين يومياً في قاعات غير مجهزة بنظام التبريد. وهنا يأتي دور الاتحاد للحرص على عدم الوقوع في أي دعسة ناقصة، لا بل مضاعفة العمل الذي بدأ قبل غرب آسيا.
وبالطبع كل هذه الخطوات تحتاج إلى المال، إذ إن جبرايل كان قد أوضح لنصار أن خطة العمل في «الطريق إلى ريو» تكلّف 600 ألف دولار، وهو أمر وافق عليه الرئيس المكلّف الموضوع المالي المفترض أن يذلل كل العقبات.
لبلوغ النجاح يفترض الابتعاد عن اي مناكفات في الاتحاد
وفي وقتٍ قالت فيه مصادر إن الأموال لم تؤمّن حتى الآن لتنفيذ الخطة بحذافيرها، وتأكيد نصار أمام أكثر من شخص أن المال مؤمّن، يبدو جبرايل مرتاحاً، إذ قال في اتصالٍ مع «الأخبار»: «اجتماع الاثنين سيكون حاسماً، لكن ما يمكنني قوله أننا أنجزنا كل الأمور اللوجستية، وبالتالي سنكون بانتظار التأشيرات». أما لدى سؤاله عن توافر المال فعلاً، فيجيب: «سؤال جميل».
إذاً ستكون المرحلة المقبلة حاسمة للمنتخب، لأن أي تلكؤ بهذا الخصوص قد يؤدي لاحقاً إلى نتائج لا تحمد عقباها، في وقتٍ يملك فيه لبنان فرصة فعلية للتأهل إلى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى، وخصوصاً مع تراجع مستوى منتخبات مثل الصين والفيليبين والأردن وقطر. وهنا تلعب حتى التفاصيل الصغيرة دورها، لكن التفاصيل الأساسية والكبيرة تبقى في مقاربة الاتحاد للمرحلة بعيداً من تأثير أي توترات داخلية أو سوء تواصل أو تضارب في الآراء أو فتور ناتج من ضعف الكيميائية بين بعض الأعضاء قد يدفع ثمنها المنتخب. أضف إلى هذا الأمر الحرص على استقدام المجنّس المناسب، وتأمين المستلزمات المالية والمتابعة الحثيثة لكل مصادرها، ومنها ما يخص اللجنة الأولمبية التي كان رئيسها جان همام قد وعد على هامش استقبال المنتخب العائد متوّجاً من الأردن، بدعمه لأنه الوحيد القادر على تحقيق إنجاز التأهل إلى التظاهرة الرياضية الأكبر.
لذا، يصح القول إن الطريق الوحيد لمنتخب السلة المؤدي إلى ريو دي جانيرو يمرّ من جل الديب حيث ستكون الخطوات والقرارات الحاسمة.