شهدت محافظات عدن وأبين وحضرموت احتجاجات على تردّي الأوضاع
هذه التحركات والتهديدات، التي تأتي بعد محاولة فاشلة لتجريد المتظاهرين من عناصر القوة والقيادة، لا يبدو أنها ستنجح في ترهيب «المهريين»، الذين بدأت أوساطهم تتحدث عن «خيارات بديلة» يمكن اللجوء إليها في حال إصرار الرياض على تجاهل مطالب الاعتصام السلمي المستمر منذ أشهر، مُحذرة من مغبّة التهور في استخدام القوة ضد المحتجين، ومؤكدة أن أي تصعيد لن يقابَل إلا بردّ مماثل. تحذيرات ترافقت مع عودة الشيخ القبلي البارز، عبد الله بن عيسى آل عفرار، المؤيد لمطالب المعتصمين، إلى محافظة المهرة، التي من شأنها أن تشكل عامل دعم إضافياً للاعتصامات والاحتجاجات، بالنظر إلى ما يمثله الرجل من ثقل في محافظتَي المهرة وسقطرى.
الانتفاضة «المهرية» المتواصلة ضد الوجود السعودي في المحافظة، توازيها هبّةٌ، لا تكاد تهدأ حتى تتزخّم مجدداً، في بقية المحافظات الجنوبية، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، والذي تجلّت آخر مظاهره خلال الساعات الماضية في تسجيل الريال اليمني أدنى مستوى في تاريخه، كاسراً حاجز الـ800 ريال للدولار الواحد. وشهدت مدينة عدن، أمس، تحركات غاضبة، عمد خلالها المحتجون إلى إغلاق عدد من الشوارع الرئيسة، تنديداً بانهيار العملة وارتفاع الأسعار. مشهد انسحب، كذلك، على جارة عدن، محافظة أبين، حيث خرجت في مديرية لودر تظاهرة حاشدة، توازياً مع إغلاق محلات الصرافة وقطع الطرقات العامة. اللافت أنه خلافاً لما تدعيه القوى المحلية المتحالفة مع الإمارات من أن الاحتجاجات مُوجَّهة حصراً ضد حكومة أحمد عبيد بن دغر، لم يستثنِ المتظاهرون في شعاراتهم وهتافاتهم أياً من الأطراف النافذة على الساحة الجنوبية. ولعلّ ذلك هو ما دفع فرع «المجلس الانتقالي الجنوبي» (الموالي لأبو ظبي) في لودر إلى إصدار بيان وصف فيه تلك الشعارات بـ«الجوفاء»، معتبراً إياها «تعبيراً عن التهجّم القبيح لداعميهم من مجموعة قطر وإيران».