مقالات مرتبطة
-
«استنفار حرب» في غزة الأخبار
ليلة الثالث عشر من رمضان، كانت ساخنة في جنين أيضاً؛ إذ شنّ جيش العدو عملية عسكرية مباغتة صباحاً في قرية كفر دان غرب المدينة، حيث اقتحم عدّة منازل وسط مواجهات مع الفلسطينيين. وبحسب مصدر، تحدّث إلى «الأخبار»، فإن العملية هدفت إلى اعتقال مطارَدَيْن من «سرايا القدس» مطلوبَيْن للعدو، هما: زكي مرعي، وعهد كممجي - شقيق الأسير أيهم، أحد منفّذي عملية «نفق الحرية» -، لكن الجيش الإسرائيلي فشل في العثور عليهما، فلجأ إلى اعتقال شقيقَين لزكي وثلاثة أشقّاء لعهد. وخلال الاقتحام، اشتبك شأس كممجي مع قوّة من جيش العدو، واستشهد على إثرها متأثّراً بإصابته، كما استشهد الشاب مصطفى أبو الرب من قرية مسلية خلال مواجهات قرب المدخل الغربي لمدينة جنين أثناء انسحاب الجيش. وشأس فؤاد كممجي، المكنّى «أبو السرايا»، من قرية كفر دان، هو أحد عناصر «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، لم يكن مطلوباً للعدو، لكنه نشط في صفوف المقاومة.
وحتى عصر يوم أمس، بلغ عدد الشهداء في الضفة، ستة، هم: محمد عساف الذي استشهد برصاص العدو في نابلس، وقصي حمامرة ارتقى في قرية حوسان غرب بيت لحم واتهمه العدو بإلقاء زجاجة حارقة في اتجاه مركبة مستوطِن، لكن الجنود تركوه ينزف ومنعوا إسعافه وقمعوا أهالي القرية عندما تجمهروا قرب مكان إصابته، ثم تبعه الشهيد عمر عليان خلال مواجهات بلدة سلواد في رام الله، وبعدها استشهد مصطفى أبو الرب وشأس كممجي في جنين، وعصر أمس أُعلن رسمياً عن استشهاد الشاب فواز حمايل متأثّراً بإصابته قبل أيام خلال مواجهات ليلية في بلدة بيتا جنوب نابلس.
تثبت الضفة جاهزيتها لإسناد غزة وبقية الساحات الفلسطينية
وبعد فشل إسرائيلي استمر على مدى أكثر من ثلاث سنوات، أعلن العدو فكَّ لغز مقتل مستوطنَيْن اثنين وآخر أجنبي في القدس قضوا بعمليَتي طعن. وفي التفاصيل، قالت «القناة 12» العبرية، إن الفلسطيني وسيم أسعيد (34 سنة) نفّذ عمليّة طعن أولى في بداية عام 2019 وقَتَل مستوطناً وزوجته داخل مستوطنة «أرمون هنتسيف» في القدس، كما نفّذ عملية طعن أخرى الشهر الماضي أدّت إلى مقتل شخص مولدوفي يسكن في إسرائيل، وإصابة آخر كان برفقته. ويُلاحَظ أن العدو مُني بفشل ذريع في هذا الملفّ، إذ اعتقل وسيم أسعيد من الخليل بعد تنفيذ العملية الأولى وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري حيث قضى عامين. وفي خلال الفترة الممتدة من قتْل المستوطنين وحتّى الكشف عن لغز العملية، اعتقل العدو عدداً من المستوطنين والفلسطينيين بشبهة تنفيذهم العملية، إذ تعامل مع العملية، منذ البداية، على أنها نُفّذت بدوافع جنائية وجرمية، لعدم وجود أدلة، لكن تَدخُّل «الشاباك» بعد سنوات، كشف عن أن المقاومة نفّذتها.
في هذا الوقت، استمرت عمليات إطلاق النار ضدّ أهداف إسرائيلية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، إذ سُجِّلت أربع عمليات في بلدة سلواد، وعملية إطلاق نار تجاه حاجز حوارة جنوب نابلس، وأخرى في كفر دان قرب جنين، وتجاه مستوطنة «إفرات» في بيت لحم. وتوحي مشاهد المواجهات العنيفة التي خاضها عشرات الشبان قرب قبر يوسف في نابلس، وفي سلواد، وعند مدخل مخيّم طولكرم، وطمون قرب طوباس، باستمرار تصاعد الهبّة الجارية. وعلى الرغم من هدوء وتيرة العمليات المميتة ضدّ المستوطنين في قلْب إسرائيل، إلّا أن الباب فُتح على مصراعيه أمام قوّة الفعل الجماهيري في الضفة الغربية، ويبدو أن الأجواء باتت تشبه أجواء معركة «سيف القدس»، وأن التصعيد الجاري ليس إلّا هبّة شعبية حقيقية كسرت الصمت في ظلّ تغوّل المستوطنين وتصاعد جرائم جيش العدو، فيما تثبت الضفة جاهزيتها لإسناد غزة وبقية الساحات.