وأشار الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، إلى مَن تم تسليمهم «ليس من بينهم قياديون»، مضيفاً في تصريحات صحافية أنهم «قاتلوا ضد القوات العراقية خلال معارك الشطر الغربي من الموصل». وتابع أنهم «يمتلكون كنزاً من المعلومات عن الهيئات الخارجية لداعش في أوروبا، وشبكات الجهاديين الفرنسيين، وشبكات التجنيد»، لافتاً إلى أن «عملية التسليم تمت بالتعاون مع التحالف الدولي». وفيما قال الجيش العراقي، في بيان، إن «قسد» لم تسلّمه سوى مقاتلين عراقيين، رفضت مصادر حكومية الإفصاح عن تفاصيل العملية، مكتفية بما ورد في البيانات الرسمية، التي جاء فيها أن بغداد «تسلّمت منذ الخميس ما مجموعه 280 مقاتلاً عراقياً في داعش من قسد»، وأن «ليس من بين هؤلاء مقاتلون أجانب».
المهندس: الحشد الشعبي على أهبة الاستعداد لمواجهة مخاطر داعش
من جهته، رأى نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، أبو مهدي المهندس، أن الأميركيين كشفوا عن حقيقة أهدافهم من خلال مفاوضاتهم مع مسلحي «داعش» في عمليات شرق سوريا الأخيرة، مؤكداً أن «الحشد الشعبي والقوات الأمنية يقفان اليوم على أهبة الاستعداد لمواجهة مخاطر داعش، أو أيّ خطرٍ آخر قد يهدد العراق». وتعكس تصريحات المهندس تقييم قيادة «الحشد» لما يدور على الأرض، ومفاده أن ثمة دوراً أميركياً مشبوهاً في عملية انتقال المسلحين، ينطوي على نية على «تشغيلهم» مجدداً. وفي هذا السياق، قال النائب عن كتلة «صادقون» (عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي)، حسن سالم، إن «القوات الأميركية نقلت عناصر داعش إلى قضاء الحويجة، ومدينة الموصل، وصحراء الأنبار»، مضيفاً أن «الأميركيين يعدّون داعش ثانية للعراق، من خلال إعداد وتدريب 3000 داعشي من جنسيات مختلفة في وادي حوران»، ليدعو في نهاية حديثه الحكومة إلى «القيام بعمليات عسكرية ودهم الخلايا النائمة والمشتبه بهم».
أما نائب رئيس الوزراء السابق، بهاء الأعرجي، فحذّر من تصدير مسلحي «داعش» إلى العراق، معتبراً ذلك بداية لسيناريو أميركي جديد، داعياً قادة البلاد إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع وإيقاف تنفيذ هذا السيناريو». ورأى الأعرجي أن «المراد هو إيجاد نوع من التهديد الجديد للقوات الأمنية، لتكون هناك ذريعة لبقاء القوات الأميركية في العراق، بل زيادة عديدها بعد بدء الانسحاب من سوريا».