قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ عام 2010 اعتماد مقياس واضح لتحديد قوة البطولات الأوروبية المحلية، وهو مبني على أساس نتائج الفرق التي تمثل هذه البطولات في دوري أبطال أوروبا و»يوروبا ليغ». ويُسهم هذا الترتيب بتحديد عدد المقاعد التي ستحجزها كل دولة للأعوام الأربعة المقبلة.
ويعتمد المقياس الأوروبي الحديث أسلوب النقاط، فيُمنح الفريق الذي يلعب في الدور التمهيدي الأول لدوري أبطال أوروبا نصف نقطة، والذي يلعب في الدور التمهيدي الثاني نقطة واحدة. أما المشاركة في دور المجموعات فتمنح الفريق 4 نقاط مباشرةً، وفي هذا الدور يحصل الفريق في كل مباراة يفوز فيها على نقطتين وفي كل مباراة تعادل فيها على نقطة واحدة. أما الفرق التي تشارك في دور الـ 16 فتحصل مباشرةً على 4 نقاط. ومنذ موسم 2009-2010 يحصل كل فريق على نقطة إضافية في حال مشاركته في دور الـ 16 وربع النهائي ونصف النهائي والنهائي. أما النقاط التي تحصل عليها الفرق في «يوروبا ليغ»، فتتوزع وفق ربع نقطة للمشاركة في الدور التمهيدي الأول، ونصف نقطة للمشاركة في الدور التمهيدي الثاني ونقطة واحدة للمشاركة في الدور التمهيدي الثالث ونقطة ونصف للمشاركة في المباريات التأهيلية اللاحقة. أما بالانتقال إلى دور المجموعات فهناك يُمنح كل فريق نقطتين إضافيتين.

اللافت أن الدوري الفرنسي لم ينجح حتى بعد سطوع نجم سان جيرمان من منافسة الدوري البرتغالي!
وفي هذا الدور يحصل على نقطتين للفوز ونقطة واحدة للتعادل، وتضاف نقطة واحدة لكل فريق يلعب في كل من مراحل ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي.
في المرحلة الثانية تُجمَع النقاط التي حصلت عليها جميع الفرق المشاركة في البطولتين من البلد عينه، وتقسّم على عدد هذه الفرق ليُحصَل على معدل النقاط لكل بلدٍ في العام الواحد، ثم يُحتسَب المعدل في آخر خمس سنوات لكل بلد، ليُحَدَّد وفقه عدد المقاعد لكل بطولة دوري في البطولات الأوروبية.
هذا النظام العلمي وضع ريـال مدريد الإسباني في المرتبة الاولى اوروبياً حتى نهاية الدور ربع النهائي لدوري ابطال اوروبا، حيث بلغ مجموع معدله للسنوات الخمس السابقة 170.6 نقطة، يليه برشلونة الإسباني برصيد 159.6 نقطة، ثم بايرن ميونيخ الالماني برصيد 152.8 نقطة، بينما يظهر أول فريق انكليزي في اللائحة وهو تشلسي في المرتبة الرابعة، ويحتل بطل «سيري أ» يوفنتوس المرتبة الرقم 14.
ويعكس ترتيب الفرق هذا ترتيب البطولات الأوروبية، فمنذ عام 2012 انتزع الدوري الإسباني مرتبة أفضل البطولات الأوروبية من الدوري الإنكليزي الممتاز، بحيث يبلغ مجموع معدل نقاط فرقه اليوم على مدى الخمس سنوات الماضية 98.1 نقطة. لكن «البريميير ليغ»، ورغم تراجع أداء فرقه في السنوات الأخيرة لا يزال يحتل المركز الثاني على لائحة أقوى البطولات في أوروبا برصيد 80.3 نقطة، ويطارده بقوة الدوري الألماني المستقر في مركزه الثالث منذ عام 2010 برصيد 79.12 نقطة.
هذا الترتيب القائم على مجموع معدل نقاط آخر خمس سنوات للفرق المشاركة في دوري الأبطال و»يوروبا ليغ» لا يعكس النقاط التي حصل عليها الدوري الإيطالي هذا العام، إذ إن الأخير الذي نجح هذا الموسم بحجز مقعدٍ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ومقعدين في نصف نهائي «يوروبا ليغ» وصل معدل نقاط فرقه هذا الموسم حتى هذه المرحلة إلى 18.16 نقطة خلف الدوري الإسباني الذي وصل معدل نقاط فرقه إلى 18.3 نقطة، وأمام الدوري الألماني الذي لم يتجاوز معدله 15.5 نقطة في ظل بقاء بايرن ميونيخ ممثلاً وحيداً له في البطولات الأوروبية. أما الدوري الإنكليزي، رغم وجوده في المركز الرابع هذا الموسم، فقد توقف معدل نقاط فرقه عند 13.57 نقطة بعد خروج فرقه السبعة من المسابقات القارية. واللافت هنا أن الدوري الفرنسي لم ينجح حتى بعد سطوع نجم فريق باريس سان جيرمان في الأعوام الأخيرة من خطف المركز الخامس من الدوري البرتغالي!
لا تغييرات ستطرأ على الترتيب الأوروبي، مع بقاء بايرن ميونيخ فقط من ألمانيا في نصف نهائي البطولات الأوروبية لهذا الموسم. إلا أن استمرار الكرة الإنكليزية بتدهورها لعامٍ آخر سيضعها أمام تحدٍّ جديّ لخسارة المركز الثاني لمصلحة «الـبوندسليغا». لذا، مع وضوح الأرقام، لم يعد الحديث عن قوّة المنافسة في «البريميير ليغ» وتأثير هذه القوة على مستوى الفرق المشاركة في البطولات الأوروبية حجة مقبولة، خصوصاً مع ارتفاع عائدات هذا الدوري وإمكاناته المادية ارتفاعاً كبيراً.