في منتصف الصيف المقبل، سيكتشف محبّو وديع الصافي (1921) كواليس حياته. هذه المرة ليس عبر مسلسل من حلقات طويلة أو شريط وثائقي، بل عبر فيلم سينمائي ستفتح له الصالات العربية واللبنانية أحضانها. عملاق الفنّ اللبناني يشرف على كل خطوة في العمل، منعاً لأي مشاكل تعكّر صفو المشروع. تكشف معلومات لـ«الأخبار» أنّ جورج الصافي نجل الفنان التسعيني يتابع السيناريو عن قرب، وقد عقد جلسات عدة مع الكاتبة كلوديا مرشليان ومنتجي الفيلم، أي شركة Shira Production (خازن أبو شهلا)، للاتفاق على الخطوط العريضة.
تضيف المصادر أنّ هناك أموراً خاصة ودقيقة لن يتطرق إليها الفيلم، إضافة إلى عدم ذكر بعض تفاصيل حياة العملاق. سيجري التركيز على الأحداث المؤثرة التي غيّرت مجرى حياته وكيف جعلت صوته بصمة في عالم الفنّ اللبناني. لم يقع بعد الاختيار على الممثل الذي سيؤدي دور البطولة، لكن عائلة الصافي تفضّل أن يكون ممثلاً غير معروف لكن يمتلك قدرات فنية لإيصال الفكرة التي ولد لأجلها الفيلم، فالعمل أشبه بتخليد لشخصية قد لا تتكرّر. لا شيء يؤكّد أنّ الصافي سيطلّ في بعض مشاهد الشريط، لأنّ الأمر منوط بحالته الصحية التي تدهورت في الفترة الاخيرة ويتطلب جهداً كبيراً منه. لم يضع الفنان أيّ شرط على العمل الجديد، بل أعطى موافقته عليه بعدما تأكد أنّ الهدف هو تكريم مسيرته. تفضّل كلوديا مرشليان تحويل السير إلى فيلم سينمائي وليس إلى مسلسل من حلقات طويلة على حد تعبيرها. تقول لـ«الأخبار» إنّ «أهم الافلام العالمية مثل Cloclo وMozart وغيرهما، تروي سيراً، فالفيلم يلخّص كل تفاصيل الحياة بدقة وفي وقت أقل. ليس ضرورياً الدخول في متاهات الشخصية وزواريبها، بل على العمل أن يوجز للمشاهد تجربة الفنان مع قدر كبير من الأحداث المشوّقة والنقاط الأساسية في مسيرته».
بين يدي الكاتبة اليوم ملف ضخم عن حياة الصافي، ركّزت فيه على كل شاردة وواردة لعبت الدور الأساسي في اكتشاف خامة صوته. على مدى أشهر عدّة، غاص فريق عمل متخصّص في كواليس حياة الصافي بمساعدة نجله، إضافة إلى تفاصيل لا يعرفها إلا هو شخصياً. تشعر مرشليان بمسؤولية كبيرة تجاه العمل، وفي الوقت نفسه يخالجها شعور جميل بكتابته، ولكن في النهاية تركّز على أمر واحد، هو أن يكون عملاً يليق بالصافي لأنه تجربة نادرة وفريدة. الفيلم السينمائي الذي لم يُتّفق على مخرجه بعد ولا عنوانه، تراوح مدته بين ساعة ونصف الساعة أو أكثر بقليل مع ضخّ أكبر قدر من المعلومات، بحيث يخرج المشاهد متشبعاً بحياة تلك الشخصية.
تلفت الكاتبة اللبنانية إلى أنّ حياة الصافي الاستثنائية تمتلئ بالأحداث، ما دفعها إلى كتابة السيناريو بكل تشويق. في شهر آذار (مارس) المقبل، تسلّم مرشليان نصّها حسب العقد الموقّع مع الشركة المنتجة. وفي أوائل الصيف المقبل، ستزور الكاميرا كل الزوايا التي اتُّفق عليها من مسقط رأسه في قرية نيحا في الشوف إلى مسكنه اليوم في منطقة الحازمية، على أن يولد الفيلم الصيف المقبل ويصبح جاهزاً في الصالات... لكن هل يلقى العمل المصير الذي لقيه مسلسل «الشحرورة» (2011) الذي شاهدناه في رمضان وأثار الجدل وقيل إنّ صباح لم تكن راضية عنه؟ الجواب عن السؤال ما زال مبكراً، والكل اليوم ينتظر هوية المخرج الذي يتولّى المشروع، إضافة إلى بطله. فهل يكون الفنان معين شريف بما أنّ الصافي يُعتبر «أباه الروحي»؟ لا تجيب كلوديا مرشليان عن هذه التساؤلات، معتبرة أنّ من المبكر الحديث عنها. في جعبة الكاتبة الكثير من الأعمال هذا العام، وقد تحتاج إلى عامين متتاليين للانتهاء منها. بعد أيام قليلة تنتهي من مسلسل «جذور» الذي بدأ تصويره، على أن تسافر الاسبوع المقبل إلى دبي للاتفاق مع قناة mbc على مسلسل جديد مختلف عن «روبي» الذي عرض العام الماضي على الشاشة نفسها وأدّت بطولته سيرين عبد النور ومكسيم خليل. المسلسل الجديد ذو فكرة عالمية، لكنّها لم تصوّر على الشاشة الصغيرة. ويُتوقع أن ينال العمل شهرة واسعة، خصوصاً أنه يضمّ فنانين من مختلف الدول العربية. ترى مرشليان أن من المبكر الحديث عن أبطال ذلك المسلسل، فكلّ خطوة تحين في وقتها.