دمشق | لم تعد حالة الانقسام التي يعيشها المشهد الثقافي السوري اليوم خافية على أحد. الخلاف في النظر إلى الأزمة ترجمته الفئة المعارضة إلى جملة بيانات إدانة وتخوين. وآخر فصول حرب الكرّ والفرّ بين المثقفين السوريين هو فيلم «العاشق» للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، الذي كان مقرراً عرضه ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لـ«مهرجان القاهرة السينمائي 35» الذي ينطلق غداً. وسرعان ما تحوّل الفيلم إلى ذريعة للمثقفين السوريين المعارضين الذين أصدروا بياناً دعوا فيه إلى عدم عرض الشريط لأنّ «الفيلم من إنتاج (المؤسسة العامة للسينما) التي عُرفت بانحيازها التام للنظام وحلّه الأمني الذي خلَّف آلاف الضحايا من أبناء الشعب السوري، وبسياستها الإقصائية التي بلغت ذروتها بإقصاء عدد من أبرز السينمائيين السوريين». ومن بين الموقّعين: الممثلون: فارس الحلو، لويز عبد الكريم، زينة حلاق وعبد الحكيم قطيفان، إضافة إلى: نوار بلبل، جلال الطويل، الناقد السينمائي ماهر عنجاري، المخرج بسّام قطيفان وغيرهم. وفي إطار الرد على كل ذلك، أكّد مدير «المؤسسة العامة للسينما» محمد الأحمد، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن الفيلم «لا يزال حتى اللحظة مدرجاً على قائمة العرض ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وحظوظه مرتفعة جداً لنيل إحدى جوائز المسابقة».

وجاء عضو لجنة التحكيم رفيق الصبان ليشدد على أنّه «لم يصلنا أي اتصال أو كتاب رسمي حتى الساعة يؤكد استبعاد فيلم «العاشق» استجابة لدعوات المقاطعة». ورغم أنّ مصادر في القاهرة أكّدت أنّ إدارة المهرجان أرسلت بياناً تعلن فيه سحب الفيلم استجابةً لنداءات المقاطعة، لم يتلقَّ المخرج عبد اللطيف عبد الحميد أي رسالة في هذا الصدد، إذ قال لـ«الأخبار» إنّه تسلّم تذكرة السفر وسيتجه إلى القاهرة الخميس المقبل للمشاركة في المهرجان!
من جانب آخر، يروي أحد السينمائيين السوريين الذي يفضل عدم ذكر اسمه أنّ مفاجآت ستشهدها أروقة «مهرجان دبي السينمائي» الشهر المقبل، وخصوصاً أنّ هناك خمسة أفلام سورية مشاركة لمخرجين موالين ولآخرين معارضين. ومن المرجح أن يتخذ المخرجون المعارضون خطوة مشابهة بإعلان مقاطعة المهرجان في حال حضور السينمائيين الموالين للنظام!