صنعاء | من جديد، تعود جبهات مأرب إلى الاشتعال من عدّة محاور في محيط المدينة الخاضعة لسيطرة حزب «التجمّع اليمني للإصلاح» («الإخوان المسلمون» في اليمن) منذ خمس سنوات. التصعيد الأخير شهد تطورات متسارعة على الأرض، في ظل تمكّن قوات صنعاء من تحقيق تقدّم كبير في جبهات محيط المدينة وتصدّيها لمحاولات اختراق في صرواح.مصادر عسكرية ميدانية في مأرب أفادت «الأخبار» بإسقاط قوات صنعاء المزيد من الخطوط الدفاعية للقوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، وتقدّمت نحو أحد أهم مداخل المدينة. وسيطرت، السبت، على سلسلة جبال العلق الاستراتيجية في منطقة الجدعان بمديرية مدغل في محافظة مأرب، بعد معارك عنيفة. ولفت المصدر إلى أن طائرات التحالف السعودي شنّت عشرات الغارات، في الأيام الماضية، محاولة إعاقة تقدّم قوات صنعاء، إلا أن الأخيرة نجحت في السيطرة على التباب الحمر ومنطقتي الباطن والسميرات، في المديرية ذاتها التي سقطت، بشكل شبه كامل، في قبضتها.
المعركة الدائرة منذ أيام احتدمت بالقرب من المداخل الرئيسية لمدينة مأرب. ووفقاً لمصادر محلّية، فإن قوات صنعاء خاضت يومي الإثنين والثلاثاء معارك شرسة في منطقة النضود بجبهة العلم، أحد مداخل مدينة مأرب، بعدما تمكّنت من فرض كامل سيطرتها على جبهة الجدعان، وتقدّمت، وسط كثافة غارات طائرات التحالف التي شنّت أكثر من 30 غارة مساندة قوات هادي، باتجاه منطقة النضود، بهدف قطع الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة مأرب ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.
يتّهم الموالون للإمارات «الإصلاح» بنقل القوات إلى شبوة وأبين


وتزامنت الأحداث المتسارعة مع مواجهات تدور بين الطرفين في منطقة كوفل، الواقعة في أطراف صرواح غرب مدينة مأرب، وسط تقدّم قوات صنعاء نحو منطقة البلق وسد مأرب. ومع اقتراب الأخيرة من مدينة مأرب، كشفت مصادر أمنية عن مغادرة قوات سعودية وخبراء أميركيين معسكر «التداوين» التابع لقيادة التحالف قرب مدينة مأرب، منتصف الأسبوع الجاري، بطريقة سرّية، تاركين وراءهم الأسلحة والعتاد. كما أفادت المصادر بأن قوات هادي نقلت غرفة العمليات من قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب إلى منطقة الرويك الواقعة على حدود محافظتي شبوة وحضرموت، إضافة إلى سحب معدات وسلاح «الباتريوت» إلى خارج منطقة الثنبة الواقعة بعد منطقة الرويك. وجاء ذلك بعدما تعرّضت المنطقة العسكرية الثالثة لهجوم صاروخي شنّته قوات صنعاء مساء الإثنين، أدّى إلى مقتل العشرات من العسكريين، في ظل غياب أي دور لـ«الباتريوت» الخاص بالتحالف، وذلك بعد أيام من هجوم صاروخي مماثل استهدف رئيس هيئة أركان قوات هادي في منطقة صحن الجن العسكرية، غرب مأرب، أدّت إلى مقتل أكثر من ثمانية من الضباط والجنود المرافقين لرئيس الأركان الفريق صغير بن عزيز. وعقب الهجوم الذي استهدف بن عزيز (نجا منه في حين قتل نجله وعدد من أقربائه)، تصاعدت الاتّهامات بين فريقي أبو ظبي و«الإصلاح» في قوات هادي بالوقوف وراء تسريب المعلومات والتخابر مع صنعاء. كما يتّهم الموالون للإمارات في تلك القوات «الإصلاح» بنقل القوات من مأرب إلى شبوة وأبين وترك القتال في جبهات مأرب.
تقدُّم قوات صنعاء في محيط مأرب أخيراً تركّز من الشرق والشمال والشمال الغربي ومن الجنوب الغربي. فالمعارك تدور في مجزر ومدغل والجدعان، والمناطق الثلاث تعدّ بوابات رئيسية للدخول إلى مدينة مأرب. يستبعد مطّلعون اقتحام قوات صنعاء المدينة، رغم اقترابهم الكبير منها ووجودهم في عدد من مداخلها. على العكس ، ستكتفي قوات صنعاء بمحاصرة المدينة من أكثر من اتجاه، والسعي لدخولها من دون مواجهات، في حال انسحاب ميليشيات «الإصلاح» وقوات هادي، تجنّباً لتدمير المدينة.