اشتدّت المعارك في محيط مدينة الحديدة. اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي من جهة، وقوات الجيش واللجان من جهة أخرى، تزايدت وتيرتها اليوم أيضاً. وكانت قد اندلعت يوم الخميس، معركة جديدة في محيط الحديدة يهدف «التحالف» من خلالها إحراز أيّ تقدّم ميداني. ورغم تأكيد «التحالف» نيّته «خفض وتيرة أعمال العنف»، إلّا أنّ العمليات العسكرية تشير خلافاً لذلك، بالرغم من تشديده على أن هذه العملية ليست «هجوماً» باتجاه ميناء المدينة الاستراتيجي.وقال مصدر في «التحالف»، اشترط عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، إن «التحالف ملتزم خفض وتيرة أعمال العنف في اليمن (...) ويدعم بشدة العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة». في المقابل، أكد ثلاثة مسؤولين في القوات الموالية للتحالف في الحديدة، أنّ «المعارك اشتدّت الاثنين، وأن مواجهات شرسة تدور على أكثر من جبهة». وذكر هؤلاء أن «طائرات التحالف ومروحياته الهجومية تشنّ ضربات بنحو مستمر وتواكب المواجهات منذ الصباح». وأصرّ المصدر في «التحالف» على أن الاشتباكات المستجدّة «ليست عمليات هجومية، لدخول المدينة والسيطرة على مينائها»، مؤكّداً أن التحالف «ملتزم إبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً». وجاءت هذه التطورات، غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أنّه «سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في غضون شهر»، وذلك بعيد مطالبة واشنطن بـ«وقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي خلال 30 يوماً».
من جهته، قال رئيس اللجنة الثورية العليا في حركة «أنصار الله»، محمد علي الحوثي، إن «التصعيد العسكري لتحالف العدوان محاولة حثيثة لعرقلة أي محادثات تهدف إلى وقف الحرب وإحلال السلام». وأضاف في بيان نشرته وكالة «سبأ» التابعة لـ«أنصار الله» أن «التصعيد دليل على زيف التصريحات الأميركية»، داعياً الى «الصمود والمواجهة».
ودعت بريطانيا، اليوم، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراء لوقف الحرب في اليمن. وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، في بيان: «الآن، وللمرة الأولى، يبدو أن هناك نافذة يمكن من خلالها تشجيع طرفي الحرب على القدوم إلى طاولة المفاوضات، ووقف القتال». وأضاف أن «إيجاد حل سياسي هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الكارثة. ستستخدم المملكة المتحدة كل نفوذها للدفع بمثل هذا النهج». وتابع بأنّ «الوقت حان للمملكة المتحدة لأن تناقش مع شركائها في مجلس الأمن كيف يمكن الدفع قدماً بهذه العملية». وقال هانت: «التقيت بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الثلاثاء، وتبيّن أنّ هناك فرصة ضئيلة، لكنّها حقيقية لوقف الأعمال القتالية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني». ثم أردف قائلاً: «يجب أن يكون هذا أولوية ضمن أي مساعٍ تهدف إلى إيجاد حل بعيد المدى».
في سياق متصل، أعربت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال)، اليوم، عن «قلقها الشديد» من القتال في الحديدة قبيل إجراء «محادثات سلام»، داعية إلى «وقف فوري لإطلاق النار». وقال مدير اليمن في المنظمة، تامر كيرولوس، في بيان، إنّ «هذا التصعيد الخطير على أهم مدينة وميناء في اليمن قد يضع عشرات آلاف الأطفال في خط النار ويزيد من تضييق الخناق على إيصال الغذاء والدواء إلى بلد نقدّر أن الجوع الشديد والمرض فيه يقتلان ما معدله 100 طفل يومياً». وأوضحت المنظمة أنّ العاملين في الحديدة «أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول/ أكتوبر».