دخل المنتخب البرازيلي إلى مونديال قطر 2022 وهو مرشح فوق العادة للذهاب بعيداً وتحقيق اللقب السادس في تاريخه. ترشيحات أكدتها نتائج «السيليساو» في الدورين الأول والثاني، بعد تحقيق 3 انتصارات في 4 مباريات. وفاز رفاق نيمار جونيور على صربيا (2 ـ 0)، ثم تجاوزوا سويسرا (1 ـ 0) قبل أن يَسقطوا بالنتيجة ذاتها أمام الكاميرون في مباراة لعب فيها المدرب أدينور ليوناردو باتشي، المعروف بـ«تيتي» بتشكيلة رديفة كونه ضَمِنَ التأهل إلى الدور الثاني. وفي هذا الدور «سَحَقت» البرازيل كوريا الجنوبيّة بنتيجة (4 ـ 1) مع أداء رائع، لترسل برسالة واضحة إلى الجميع أنها تريد اللقب ولا شيء غيره.ويمنّي البرازيليّون النفس بأن يعودوا مع الكأس الذهبية الأغلى إلى ريو دي جينيرو، بخاصة أنهم المنتخب الأخير من خارج أوروبا الذي حقق اللقب عام 2002 على حساب ألمانيا، ومن بعدها احتكر الأوروبيون لقب 4 نسخ متتالية.

وسيلعب القائد تياغو سيلفا اليوم دوراً مهماً في تحفيز زملائه من أجل تقديم كرة جميلة، وتجاوز الدور ربع النهائي، على اعتبار أنّ «راقصي السامبا» خرجوا ثلاث مرات في آخر أربع نسخ من دور الـ8 الذي بات عقدتهم في المونديال. وكانت المرة الأولى في نسخة ألمانيا عام 2006 عندما فازت عليهم فرنسا (1 ـ 0) في طريقها إلى النهائي. أمّا المرة الثانية فكانت في جنوب أفريقيا 2010، عندما خسر البرازيليون من هولندا (2 ـ 1) ليتأهل أبناء الأراضي المنخفضة إلى المباراة النهائية. وفي عام 2014 وصلت البرازيل على أرضها إلى نصف النهائي ولكنها خسرت بنتيجة مذلّة من ألمانيا التي توّجت بعدها باللقب (7 ـ 1)، قبل أن تعود وتخرج من ربع النهائي في روسيا 2018 على يد بلجيكا (2 ـ 1).
عشرون عاماً ابتعد فيها «السحرة» عن منصة التتويج، ولكنهم اليوم عادوا بجيل استثنائي قادر على تجاوز أي اختبار بقليل من التركيز.
عشرون عاماً ابتعد فيها «السحرة» عن منصة التتويج ولكنهم اليوم عادوا بجيل استثنائي


سيعتمد «تيتي» الليلة على تشكيلة من الأساسيين يتقدمهم المخضرم سيلفا وأمامه فابينو، إضافة إلى خط الهجوم القوي مع وجود نيمار العائد من الإصابة، كما فينيسيوس جونيور وصاحب الأهداف الرائعة ريشارليسون، دون نسيان رافينيا... هجوم مرعب لأي دفاع، وهو قادر على التسجيل من أنصاف الفرص. وتَكمُن نقطة الضعف الوحيدة عند البرازيليين في الأظهرة، نتيجة غياب كل من أليكس ساندرو وأليكس تيليس بداعي الإصابة، كما دانيلو الذي عاد وتدرب أخيراً بشكل منفرد. وفي هذه الحال من المتوقع أن يشارك داني ألفيس (39 عاماً) في اللقاء ولو لبعض الوقت من أجل تعويض النقص وإعطاء الخبرة، على أن يخفف قليلاً من نزعته الهجومية ويركز على الدفاع، كما سيكون هناك دور لإيدر ميليتاو وماركينيوس.
على الورق تبدو البرازيل أقرب إلى الفوز والذهاب نحو المربع الذهبي. كرواتيا ورغم تأهلها إلى ربع النهائي، بدت ضعيفة بتعادلين سَلبيَّين مع المغرب وبلجيكا، وفوز (4 ـ 1) على كندا في الدور الأول. وواجه الكروات منتخب اليابان في الدور الثاني وفازوا عليه بشقّ الأنفس بالركلات الترجيحية (3 ـ 1) بعد تعادل إيجابي في المباراة (1 ـ 1). صحيح أن كرواتيا احتلت وصافة المونديال السابق، وهي تمتلك أسماء كبيرة، إلا أن المستوى الفني لبعض اللاعبين لا يدل على أنها قادرة على الذهاب بعيداً. وبعض اللاعبين الذين يعوّل عليهم المدرب زلاتكو داليتش أصبحوا بسن كبيرة، وهم غير قادرين على تقديم المستوى المميز نفسه، وعلى رأسهم لوكا مودريتش (37 عاماً) والمدافع فيدا (33 عاماً).

(أ ف ب )

وما يصب في مصلحة البرازيل أيضاً هي الروح المعنوية العالية بعد أن أكّد المدرب تيتي عشية اللقاء بأنه سيواصل الرقص عندما يسجّل فريقه هدفاً. وجاء كلام تيتي رداً على انتقاد البعض لما وصفوه «مبالغة اللاعبين البرازيليين في الاحتفال، بكلّ من الأهداف الأربعة التي سجّلوها في مرمى كوريا الجنوبية». وقال تيتي: «لا أريد التعقيب على أناس لا يعرفون، أو على عدم دراية بثقافتنا وفرحنا، وظيفتي احترام عملي وسأظل كما أنا عليه، أحترم ثقافة الآخرين». وأضاف: «من يعرفني يدرك بأني أحب الرقص، وبالتالي سأواصل الرقص. حتى الأطفال الصغار يرقصون بهذه الطريقة، ولا أعتقد بأن هذه الطريقة تقلّل من احترام أحد».
مباراة منتظرة، والفائز فيها سيقترب خطوة كبيرة من محطة النهائي.