أمتع البرازيليون جمهورهم في كل دول العالم في مباراتهم مع كوريا الجنوبية في الدور 16 من المونديال حين فازوا عليها 4-1. فعل البرازيليون كل شيء في المباراة. لعبوا استعرضوا سجّلوا وحوّلوا المباراة إلى مقطوعية موسيقية، إلى سيمفونية عرفها البرازيليون بأقدامهم.صُدِم الكوريون بخصم دخل إلى المباراة «جائعاً». جائعٌ للفوز، والاستعراض، وتوجيه المزيد من الرسائل للمنافسين على اللقب. خصمٌ جائع لإمتاع الجمهور ومراضاته بعد الخسارة أمام الكاميرون.
محلياً، خرج الجمهور البرازيلي في لبنان إلى الشوارع للاحتفال بفوز منتخبهم، وفي الوقت عينه بقيت جماهير المنتخبات الأخرى وتحديداً الألمان متربصة لـ«الشماتة». لكنهم بعد مباراة الأمس شعروا بأن هذا الأمر قد يكون صعباً أمام منتخب جاهز على جميع الصعد.
فحين يتقدم منتخب على خصمه 4-0 في أول 36 دقيقة فهذا يعني أن انتظار خسارته وخروجه من المونديال أمرٌ صعب جداً. هذا ما فعله البرازيليون أمس حين افتتح فينيسيوس جونيور التسجيل في الدقيقة السابعة، قبل أن يضاعف نيمار النتيجة من ركلة جزاء (13) مسجلاً هدفه الأول في مونديال قطر والـ76 له مع المنتخب ليصبح على بُعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي للأسطورة بيليه، قبل أن يضيف ريشارليسون الهدف الثالث (29) ولوكاس باكيتا الرابع (36).
تلعب البرازيل مع كرواتيا في ربع النهائي يوم الجمعة


صدمة لجميع من تابع المباراة. صدمة إيجابية للبرازيليين وسلبية للمناوئين. لم يترك لاعبو البرازيل الفرصة للكوريين لإحداث مفاجأة تفسد مخططات البرازيل للمونديال.
بدوا وكأنهم يريدون إهداء الفوز والعرض لأسطورتهم بيليه الراقد في المستشفى. «أريد أن ألهمكم... سأشجع كل واحد منكم»، كتب بيليه من سريره حيث تابع المباراة وفق ما أعلن قبل ساعات من صافرة البداية حيث يتعالج من «التهاب في الرئة»، علماً أنه يزورها شهرياً لإعادة تقييم علاج يتلقّاه جرّاء إصابته بسرطان القولون.
يبدو أن هذا الإلهام وصل إلى الدوحة ورد له اللاعبون التحية بعد أن رفعوا على أرض الملعب بعد الفوز لافتة تحمل اسمه وصورته وهو يحتفل بهدفه في نهائي العام 1970 على إيطاليا عندما حقق لقبه الثالث في كأس العالم.
كل هذه الأجواء وقفت في وجه كوريا التي كانت تأمل في تحقيق مفاجأة كما فعلت على أرضها في 2002 عندما أطاحت إيطاليا وإسبانيا في ثمن وربع النهائي توالياً، قبل أن تسقط أمام الماكينات الألمانية في المربع الأخير. أمس لم ينجح الكوريون سوى في تسجيل هدف واحد عن طريق سيونغ هو بايك من تسديدة بعيدة رائعة (76). كان بإمكانهم تسجيل المزيد من الأهداف، لكن مع وجود حارس من نوعية أليسون بيكر فتصبح المهمة أقرب إلى «مستحيلة».

لعبت كرواتيا مع اليابان 120 دقيقة مع ركلات ترجيح قبل أن تتأهّل إلى ربع النهائي (أ ف ب)

تأهل البرازيليون إلى ربع النهائي لمواجهة كرواتيا يوم الجمعة في ربع النهائي. خصمهم المقبل صعد إلى هذا الدور بعد فوزه على اليابان 3-1 بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي سجلهما دايزن ماييدا لليابان (43)، قبل أن يعادل إيفان بيريشيتش لكرواتيا (55).
ولا يمكن اعتبار أن ركلات الترجيح خذلت اليابانيين، بل على العكس هم من خذلوها بالطريقة التي سددوا فيها الركلات. هذا لا يقلل من إنجاز الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش الذي تصدى لثلاث ركلات ترجيح يابانية مجنّباً وصيفة بطلة العالم من الخروج من المونديال. لكن من شاهد طريقة تنفيذ اليابانيين لهذه الركلات استغرب لعدم قدرة اليابانيين التعامل مع ركلات الترجيح بشكل صحيح.