فتح منتخب لبنان الأول طاقة أمل كبيرة في مشاركته الآسيوية-المونديالية حين فاز على منتخب سوريا 3-2 منفرداً بالمركز الثالث للمجموعة الأولى برصيد خمس نقاط وبعيداً من المنتخب الكوري الجنوبي الوصيف ثلاث نقاط فقط. قلّة كانت تؤمن بأن منتخب لبنان يمكن أن يفوز على مضيفه منتخب سوريا في الأردن. لكن إرادة وعزيمة لاعبي منتخب لبنان كانت أقوى وأكبر من جميع التوقعات فخرج اللبنانيون بفوزٍ ثمين على السوريين على رغم أن الكفة كانت تميل لصالحهم بعد عرضهم الكبير أمام كوريا الجنوبية في الجولة الثالثة.لا يمكن اعتبار فوز لبنان على سوريا هو عبارة عن ثلاث نقاط حققها اللبنانيون في التصفيات. هو تحوّل كبير في الحضور اللبناني في التصفيات. تكامل الدعم الاتحادي والحوافز التي وُعِدَ بها اللاعبون مع إصرار أبطال لبنان على تحقيق إنجازٍ وخطف فوز كان حتى ليلة أمس أمرٌ بالغ الصعوبة.
سجّل محمد قدوح هدفين للبنان واختير أفضل لاعبٍ في المباراة (مصطفى التقي)()

فاز منتخب لبنان المنقوص بغيابات لاعبين أساسيين سواء بسبب الإصابة أو بسبب الإيقاف كقاسم الزين وفيليكس ملكي على منتخب سوري كامل الصفوف مع عودة لاعبيه المصابين وخصوصاً عمر السومة وحتى الذين غابوا عن لقاء كوريا لخطأ إداري كأياس ومحمد عثمان. ليس أمراً سهلاً على الجهاز الفني بقيادة المدرب التشيكي إيفان هاشيك التغلّب على غياب ركنين دفاعيين أساسيين في خط الظهر كقاسم الزين وخط الوسط كفيليكس ملكي. اختار هاشيك بعض العناصر لتعويض غياب اللاعبين فأشرك أليكس ملكي في قلب الدفاع إلى جانب جوان العمري ودفع بسوني سعد في مركز الدفاع الأيسر في خطوة بدت مفاجئة. تألّق ملكي بشكل استثنائي فكان نجم المباراة غير المختار بعكس محمد قدوح في الهجوم. الأخير تم اختياره أفضل لاعب في اللقاء بعد تسجيله هدفين. الهدف الثالث كان من توقيع سوني سعد الذي عوّض ضعفه الدفاعي في مركزه الجديد والذي جاء منه هدف السوريين الأول عبر عمر خريبين، حين سجّل هدف لبنان الثالث بطريقة رائعة.
انفرد منتخب لبنان بالمركز الثالث مستفيداً من تعادل العراق والإمارات


أداء منتخب لبنان وسيناريو تسجيله للأهداف كان صادماً للسوريين. فالمنتخب المضيف تقدم عبر خريبين في الدقيقة 20. وبدا أن صاحب الأرض في طريقه لتحقيق فوز مريح. لكن اللبنانيين وتحديداً المهاجم محمد قدوح صعق السوريين في ظرف ثلاث دقائق قبل نهاية الشوط الأول عبر تسجيله هدفين من صناعة القائد معتوق في الهدف الأول، وبتسديدة مفاجئة في الهدف الثاني. سوني سعد خطف الهدف الثالث في الدقيقة 53 من تسديدة صاروخية تركت معظم المتابعين للمباراة مصدومين بتقدم لبنان 3-1. قلّص عمر السومة النتيجة لكن لم ينجح لا هو ولا زملاؤه في تعديل النتيجة بمساعدة من العارضة اللبنانية التي تصدت لكرة سورية قبل نهاية المباراة بثوانٍ.

احتفال جنوني للاعبي المنتخب اللبناني بعد الفوز على سوريا

وإذا كان قدوح قد اختير رجل المباراة، فإن باسل جرادي يمكن اعتباره بشكل غير رسمي أحد رجال المباراة. إذ قدّم المحترف اللبناني في قبرص أفضل مباراة له مع المنتخب اللبناني وبدا كأنه يردّ جميل إعادته إلى المنتخب بعد تخلّفه عن لقاء كوريا الجنوبية في الجولة الثانية.
من جهته، اعتبر محمد قدوح أن هذا الاختيار مرده إلى روح الجماعة التي تسود بين اللاعبين وتعاونهم، لا سيما أن الانسجام سائد بينهم. وقال «الجميع تعب لنفوز ونفرح… المتابعة الدؤوبة والدعم من الاتحاد والمواكبة اليومية من الجهاز الفني والإداري ترجمت بهذه النتيجة… الحمد لله».
صورة لجدول ترتيب المجموعة الأولى فرض واقعاً جديداً قبل الجولة الخامسة


بالمحصلة، كان جميع لاعبي المنتخب اللبناني نجوماً في اللقاء، وخرج لاعبوه من الجولة الرابعة بعنوان رئيسي: لا شيء مستحيلاً. فالمنتخب اللبناني انفرد بالمركز الثالث برصيد خمس نقاط مستفيداً من تعادل الإمارات والعراق 2-2، وأصبح خلف كوريا الجنوبية التي تعادلت مع إيران المتصدرة 1-1.

رئيس الاتحاد هاشم حيدر وبعض أعضاء الاتحاد اللبناني يحيّون اللاعبين بعد نهاية المباراة

صورة لجدول ترتيب المجموعة الأولى فرض واقعاً جديداً قبل الجولة الخامسة في الشهر المقبل حين سيلعب لبنان على أرضه أمام إيران في 11 تشرين الثاني ومع الإمارات في 16 منه. واقعٌ يرتكز على معادلة جديدة. بإمكان منتخب لبنان الذهاب بعيداً واحتلال المركز الثالث وحتى أكثر من ذلك في حال استفاد من عاملي الأرض والجمهور في مبارياته الخمس المقبلة على ملعب صيدا.
في عالم كرة القدم كل شيء ممكن.... والحلم مشروع.