مُني كل من قطب العقارات الشهير دونالد ترامب ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بهزيمة مدوية في الانتخابات التمهيدية، التي جرت في ولاية ويسكونسن، أول من أمس. وشهدت هذه الجولة الانتخابية توجيه تيد كروز، بفوزه، ضربة لآمال دونالد ترامب، متصدر سباق الحزب الجمهوري، في حشد عدد المندوبين الذين يحتاج إليهم للفوز بترشيح الحزب، قبل مؤتمر تموز، في وقت أحيت فيه آمال معارضي ترامب بتغيير دفة اتجاه السباق، خلال الفترة المتبقية.
ولكن كروز يواجه مهمات شاقة، وهي تتضمن في واحدة منها توحيد الأصوات المعارضة لترامب، وأيضاً جذب "الجمهوريين المعتدلين"، في سلسلة من التمهيديات التي ستجري في 19 نيسان في الولايات الشمالية الشرقية، التي تحبذ ترامب. وما يجعل المهمة صعبة أمام كروز، أيضاً، هو المرشح جون كاسيش، الذي يأخذ أصواتاً من أمامه من ضمن الفئات الناخبة ذاتها، على الرغم من ضعف أدائه.
وسارع ترامب الى اتهام منافسه بالغش وبالتواطؤ مع القيادات التقليدية للحزب الجمهوري. وأعلنت حملة ترامب، في بيان، أن "كروز دمية وحصان طروادة يستخدمه المسؤولون في الحزب في محاولة لسرقة الترشيح من ترامب". وعلى الرغم من هذا الفوز الكبير، إلا أنه لا يزال متأخراً كثيراً في عدد المندوبين، إذ إن لديه 510 مندوبين في مقابل 743 لترامب، بينما كاسيش ليس لديه سوى 145.
والحزب الجمهوري مدرك لهذا العائق، لكنه يريد حرمان ترامب من حصد الغالبية المطلقة من المندوبين (1237)، والتي تضمن له ترشيح الحزب قبل المؤتمر الوطني العام في كليفلاند في تموز. ومن المتوقع أن يظل الوضع غير محسوم حتى الانتخابات التمهيدية الأخيرة في 7 حزيران، وخصوصاً في ولاية كاليفورنيا الغنية بالمندوبين.
في المعسكر الديموقراطي، حقّق سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز فوزاً سهلاً على هيلاري كلينتون، التي مُنيت بالخسارة السادسة لها في سبعة انتخابات تمهيدية. فقد كانت منطقة البحيرات الكبرى أكثر تأييداً لساندرز من ولايات الجنوب، حيث ساعدت أصوات الناخبين السود كلينتون في تحقيق انتصارات كبيرة في شباط وآذار. وصرح ساندرز في وايومينغ، التي تنظم انتخابات تمهيدية، السبت، قائلاً إن "هذه الحملة تمد ملايين الأميركيين بالطاقة والحماسة". وتابع أن هذه الاندفاعة تعطيه "فرصة ممتازة" للفوز بكاليفورنيا وأوريغن ولايات أخرى، مضيفاً أن "أمامنا طريقاً للفوز نحو البيت الأبيض". وحصل ساندرز على 56 في المئة من الأصوات، في مقابل 44 في المئة لكلينتون. وسيوزع المندوبون، بشكل نسبي، ما يخفف من وطأة الخسارة على كلينتون، ذلك أن ويسكونسون لم تساعد ساندرز كثيراً، فعلى الرغم من فوزه بها، إلا أنها منحته 45 مندوباً مقابل 31 مندوباً لكلينتون، التي لا تزال تقود السباق بفارق 250 مندوباً. ويبقى ساندرز بحاجة إلى 56 في المئة من المندوبين الباقين من أجل تخطي كلينتون. ولدى كلينتون ما مجمله 1778 مندوباً في مقابل 1097 لساندرز، من بينهم 500 مندوب غير ملتزمين، أكدوا دعمهم لها في مؤتمر الحزب في فيلادلفيا، فيما تحتاج كلينتون إلى غالبية 2383 مندوباً للفوز بترشيح الحزب.
ولكن ساندرز بانتصاره ألقى الضوء، مرة أخرى، على نقاط ضعف كلينتون، بحصوله على تأييد الشباب، ذلك أن 81 في المئة من الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً صوّتوا لمصلحته، بحسب استطلاعات الرأي، بعد الخروج من مراكز الاقتراع. إلا أن وزيرة الخارجية السابقة، التي تأمل أن تصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة، تركز على الانتخابات التمهيدية المقبلة في نيويورك، حيث كانت تشغل منصب سيناتور بين عامي 2001 و2009، وحيث تعتبر الأوفر حظاً بالفوز، وفق استطلاعات الرأي. وهي في هذا الإطار، كانت تسعى إلى التقرّب من الأميركيين من أصول أفريقية في نيويورك، من خلال زيارة كنائس السود فيها، في الوقت الذي كان فيه ساندرز يركّز اهتمامه على الفوز بويسكونسن.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)