تحدث تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" أمس عن "نواة محادثات لإنهاء الحرب" مع كوريا الشمالية، كانت قد بدأت في برلين قبل أيام من إطلاق بيونغ يانغ تجربة القنبلة الهيدروجينية في شهر كانون الثاني الماضي.
ونشرت "نيوزويك" معطيات عن لقاء حصل بين مسؤولين أميركيين وكوريين شماليين في برلين، فوجئ خلاله المسؤولون الأميركيون إزاء طرح جديد لـ"القائد الأعلى" كيم جونغ أون، يقضي برغبة بلاده في العودة إلى طاولة الحوار. ووافقت الإدارة الأميركية، بعد شهر على اللقاء، على مزاولة "حوار السلام". وقد أعرب الكوريون عن استعدادهم لوقف تجارب الأسلحة النووية شرط أن توقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التدريبات المشتركة السنوية.
لكن لم تدم المحادثات طويلاً، إذ فشل الحوار نتيجة إصرار الولايات المتحدة على إدخال مسألة "السلاح النووي الكوري" في برنامج الحوار. بعد ذلك بأيام، أعلنت "جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية" إطلاق أول تجربة لقنبلة هيدروجينية.
وأشارت "نيوزويك" إلى أن "محللين يرون أن إنهاء الحرب من أولويات كيم". وكانت "وكالة الانباء المركزية الكورية" قد أعلنت في شهر كانون الثاني أن كوريا الشمالية ستتخلّى عن برنامجها النووي "إذا تراجعت الولايات المتحدة عن سياساتها العدائية والامبريالية ضد كوريا، وتوقفت عن تهديد سيادة البلاد".
ووفقاً للتقرير، فقد رأى محللون أن إدارة أوباما "فاتتها إشارة مهمة في تلك الفترة"، لناحية استعداد بيونغ يانغ المحتمل لعقد اتفاق. وأشارت "نيوزويك" إلى "تزايد أصوات المحللين الذين يرون في السياسة الأميركية تجاه (بيونغ يانغ) فشلاً خطيراً"، نتيجة "تصورات خاطئة حول هشاشة كوريا". ويحثّ هؤلاء المحللون الولايات المتحدة على استغلال الفرصة لعقد اتفاق مع كوريا الشمالية رغم الصعوبات.
وقال محلل الاستخبارات الأميركية السابق، ويليام براون، في حديث مع "نيوزويك"، إنّ "كيم تمكّن من تحقيق استقرار في الاقتصاد الكوري، وللوقت الراهن، لديهم اكتفاء ذاتي من ناحية الغذاء".
وعلى الرغم من محاولة إظهار نوع من الثبات في الموقف تجاه كوريا الشمالية، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الإدارة على استعداد لإعادة تفعيل الحوار مع بيونغ يانغ من دون أن تثبت الأخيرة استعدادها للتخلّي عن الاسلحة النووية، فيما رأى خبير الاستخبارات الأميركية، جايمز تشورتش (اسم مستعار)، في حديث إلى "نيوزويك"، أنّه بين طرح كوريا الشمالية في برلين، وازدياد ليونة أوباما تجاهها، قد يعني ذلك إعادة تجديد الحوارات بين البلدين. لكنه رأى أن ذلك لن يحدث قبل أن "تضعف العقوبات الأميركية نظام كيم بما يكفي".
(الأخبار)