بدأت أمس أعمال القمّة الرابعة للأمن النووي في العاصمة الأميركية واشنطن، بحضور وفود من 50 دولة، وتضمنت عقد لقاءات ثنائية منفصلة بين الرئيس الأميركي ونظيريه الصيني والفرنسي، ولقاءً ثلاثياً مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، والرئيسة الكورية الجنوبية، بارك غون هاي، إضافة إلى عشاء عمل جمع رؤساء الوفود في البيت الأبيض.
وكان أوباما قد وجه، عشية إطلاق القمة، رسالةً نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» يشرح فيها تاريخ ومنجزات وأهداف القمة. وأكد أوباما أن قمة الأمن النووي الحالية تسعى إلى العمل على ركيزة أساسية أطلقت في براغ منذ سبع سنوات وهي «منع الإرهابيين من الحصول على الأسلحة النووية، ومن استخدامها». وأضاف أن «الدول، مثل الولايات المتحدة، ستعمل على تقوية الاتفاقات الدولية والمنظمات الدولية التي تدعم الأمن النووي». وحدّد أوباما أنّ الخطر الأكبر هو في إمكانية حيازة تنظيم «داعش» مواد نووية وهو ما «يدفعنا إلى إعادة النظر في جهودنا لمكافحة الإرهاب لمنع أخطر شبكة في العالم من حيازة أكثر الأسلحة خطورةً».
وشرح الرئيس الأميركي في رسالته بعض «الإنجازات» في مجال الأمن النووي، أولها خفض بلاده لعدد وأهمية الأسلحة النووية في «استراتيجيتنا للأمن القومي»، مضيفاً أنّ العمل مع روسيا مستمرّ لتنفيذ التزامات اتفاقية «ستارت» بحلول عام 2018. ورأى أنّ أكبر النجاحات تمثلت بـ«توحيد المجتمع الدولي بوجه انتشار الأسلحة النووية»، وخصوصاً في إيران. وأشاد بعقوبات الولايات المتحدة الأميركية ضدّ إيران التي «أثبتت أن الدول التي لا تنفذ التزاماتها النووية سوف تواجه العواقب». وشرح أنه بعد الاتفاق النووي الإيراني، تجنّب العالم «امتلاك دولةٍ أخرى لقنبلةٍ نووية».
أما آخر إنجاز وفق الرئيس الأميركي، فتمثّل باستمرار العمل على خطّة تعاون في المجال النووي المدني. وذكر أيضاً أنه على المجتمع الدولي أن يبقى موحداً بوجه التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية، مؤكداً أن «الولايات المتحدة ستستمر في العمل مع حلفائها لجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية بالطرق السلمية».
وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي شاركت بلاده في القمم الثلاث السابقة للأمن النووي، في إطار «اعتمادها سياسة دبلوماسية أكثر انفتاحاً منذ وصول قيادة جديدة إلى السلطة عام 2012»، وفق ما يؤكد خبير صيني لوكالة «شينخوا» الصينية. ووفق «شينخوا»، سيلقي الرئيس الصيني كلمة يشرح فيها سياسة الصين النووية ويقدم اقتراحات حول كيفية تحسين الأمن النووي العالمي.
وكان جين بينغ، في كلمته في مؤتمر الأمن النووي في لاهاي عام 2014، قد أوضح أن بلاده «تعطي الأولوية للأمن النووي وللاستخدام السلمي للطاقة النووية». وأدت الصين دوراً مهماً في هذا المجال، إذ يذكر تقرير في صحيفة «لوموند» الفرنسية، نشر أمس، أنّها «قامت بجهود لافتة في تحسين تكنولوجيا التعامل مع الأزمات الطارئة». ويكمل التقرير أن الصين قادت أيضاً جهوداً دولية لحلّ المشاكل المتعلقة بالأمن النووي، إضافة إلى تعاونها مع الولايات المتحدة بهذا المجال.
وقد ذكر رئيس هيئة الطاقة الذرية الصينية، جو دازهي، المشارك في القمّة، أمس، أن «الصين تعمل مع الولايات المتحدة والقوى النووية الأخرى على تدابير الوقاية والسلامة النووية»، مشدداً على أن «الهجمات الالكترونية تمثل تهديداً جدياً لمنشآتنا النووية».

(الأخبار)