هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القنصل العام البريطاني لحضوره، مع دبلوماسيين أوروبيين آخرين، محاكمة صحافيَّين تركيَّين تتهمهما أنقرة بـ«التجسس» و«إفشاء أسرار تضرّ بالأمن القومي التركي»، مندداً بخرق القنصل وزملائه الأصول الدبلوماسية.
وكان دبلوماسيون فرنسيون وبريطانيون وألمان، من بين آخرين من دول الاتحاد الأوروبي، قد حضروا يوم الجمعة الماضي، محاكمة رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت» المعارضة، جان دوندار، ومدير مكتبها في أنقرة، أردم غول. ويواجه الصحافيان إمكانية أن يُحكم عليهما بالسجن المؤبد، وذلك لنشرهما تحقيقاً يوثّق نقل الاستخبارات التركية السلاح إلى مقاتلين إسلاميين في سوريا، عبر الحدود بين البلدين، وذلك تحت ستار «مساعدات إنسانية» وأدوية.
وانتقد أردوغان نشر القنصل العام البريطاني، لي تورنر، صوراً له مع دوندار على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، مرفقة بتعليقات من قبيل أن «تركيا تحتاج لأن تقرر نوع الدولة التي تريد أن تكون عليها». وقال الرئيس التركي إنه لو كان تورنر يعمل في بلد غير تركيا، لطُرد على الفور بسبب سلوكه، مضيفاً أن «للدبلوماسية آدابها... بإمكانكم التحرك داخل بناء القنصلية، أما خارجها، فذلك يحتاج إلى إذن».
وفي الوقت نفسه، أبلغت الخارجية التركية بعثات الدول المعنية «انزعاجها» من حضور دبلوماسييها محاكمة الصحافيَّين، جان دوندار واردم غول، المتهمين بـ«التجسس»، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي تركي.
في المقابل، علّق متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية على كلام الرئيس التركي، قائلاً إن الدبلوماسيين عادة ما يتابعون المحاكمات في مختلف أنحاء العالم، مع التزام المعاهدات الدولية. وأضاف أنّ «هذه قضية مهمة بالنسبة إلى حرية التعبير في تركيا. ونحن، إلى جانب شركائنا في الاتحاد الأوروبي، سنواصل مراقبة سيرها».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب، رويترز)